فحول الله طمثها.
وقال الحارث الأعور: فتبعها عمرو بن حريث وسألها عن مقاله فيها فصدقته فقال عمرو: أتراه ساحرا أو كاهنا أو مجذوما؟ قالت: بئس ما قلت يا عبد الله لكنه من أهل بيت النبوة، فأقبل ابن حريث إلى أمير المؤمنين فأخبره بمقالها فقال عليه السلام:
لقد كانت المرأة أحسن قولا منك، قال ابن حماد:
ولقد قضى فيما رووه قضية * فيها عجايب مثلها لا يسمع جاءته امرأة تخاصم بعلها * فقضى عليها بالذي هو أورع قالت قضيت بغير حق قال لا * يا سلقع يا مهيع يا قردع فهناك ولت لا تلبث فانثنى * في اثرها رجس لئيم يتبع قال انظري أترين سحرا عنده * قالت له مهلا فخدك أضرع بل ذاك علم رسالة ونبوة * ومضت وعاد وقلبه متلذع قال الامام له أسأت وأحسنت * فينا وكل حاصد ما يزرع وقال له عليه السلام حذيفة بن اليمان في زمن عثمان: اني والله ما فهمت قولك ولا عرفت تأويله حتى بلغت ليلتي أتذكر ما قلت لي بالحرة واني مقيل كيف أنت يا حذيفة إذا ظلمت العيون العين والنبي صلى الله عليه وآله بين أظهرنا ولم اعرف تأويل كلامك إلا البارحة رأيت عتيقا ثم عمر تقدما عليك وأول اسمهما عين، فقال: يا حذيفة نسيت عبد الرحمن حيث مال بها إلى عثمان. وفي رواية وسيضم إليهم عمرو بن العاص مع معاوية بن آكلة الأكباد فهؤلاء العيون المجتمعة على ظلمي.
وروى زيد وصعصعة ابنا صوحان والبراء بن سبرة والأصبغ بن نباتة وجابر ابن شرحبيل ومحمود بن الكواء انه ذكر بدير الديلم من ارض فارس لاسقف وقد أتت عليه عشرون ومائة سنة ان رجلا قد فسر الناقوس يعنون عليا فقال: سيروا بي إليه فاني أجده انزع بطينا، فلما وافى أمير المؤمنين قال: قد عرفت صفته في الإنجيل وانا اشهد أنه وصي ابن عمه، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: جئت لتؤمن أزيدك رغبة في ايمانك؟ قال: نعم، قال: انزع مدرعتك فأر أصحابك الشامة التي بين كتفيك فقال: اشهد ان لا إله إلا الله وان محمدا عبده ورسوله، وشهق شهقة فمات، فقال أمير المؤمنين: عاش في الاسلام قليلا ونعم في جوار الله كثيرا.