فقال: من هذا يا أبا الحسن؟ فقال: سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: كم بيننا وبينه؟
قال: مسيرة أربعين يوما، فقال: يا أبا الحسن ان ربكم رب عظيم ونبيكم نبي كريم مد يدك فأنا اشهد ان لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله وقتل علي الجلندي وغرق في البحر منهم خلقا كثيرا وقتل منهم كذلك وأسلم الباقون وسلم الحصن إلى الكندي وزوجه بابنة الجلندي واقعد عندهم قوما من المسلمين يعلموهم الفرايض.
وفي حديث صالح بن سماعة الطائي أنه قال: اعرابي اتاه من تيم مع القارصي بعدما سأله مسائل اني قدمت بابن لي ألتمس له جملا من العلم فلقنه خبرا، قال عليه السلام: ادن يا غلام قال الغلام فأمد يده على ذؤابتيه فلا أنسى برد جهضتها على أم دماغيه قال لي أتعلم؟
قلت: بأبي وما أعلم؟ قال: من ربك؟ قلت: الله ربي، قال: من نبيك؟ قلت: محمد قال: فأين قبلتك؟ قلت: ها هي ذه تجاهيه وأومأت إلى الكعبة، قال لي: أجب الصلاة إذا غربت في اليوباء واذكر ربك ناشيا وان ركبت الجلعباء، ثم تركني فنهضت مع أبيه حتى قدمنا الحي وما شئ أحب إلي من الصلاة ثم سالت عن القارصي قال:
ذاك علي بن أبي طالب.
وأخذ عليه السلام البيعة على الجن بوادي العقيق بأن لا يظهروا في رحالتنا وجواد المسلمين، وقضى منه ومن رسول الله وضلت مائة ناقة حمراء تنظر في سواد وترعى في سواد فشكت الجن مأكلهم فقال: أوليس قد أبحت لكم الثيل والعظام، قالوا:
يا أمير المؤمنين على أن لا يستجمر بها، فقال: لكم ذلك، فقالوا: يا أمير المؤمنين فان الشمس تضر بأطفالنا، فأمر أمير المؤمنين الشمس ان ترجع فرجعت واخذ عليها العهد ان لا نضر بأولاد المؤمنين من الجن والإنس. ومنه الحديث الملك الذي تضمن كلمة ابن حماد وهي:
ولقد غدا يوما إلى الهادي إذا * بالباب معترضا شجاع أقرع فسعى إلى مولاي يلحس ثوبه * كالمستجير به يلوذ ويضرع حتى إذا بصر النبي بكمه * ويذوده بالرفق عنه ويدفع ناداه رفقا يا علي فان ذا * ملك له من ذي المعارج موضع أخطأ فاهبط من علو مكانه * فأتى بجاهك شافعا يستشفع فادع الاله له ليغفر ذنبه * واشفع فإنك شافع ومشفع فدعا علي والنبي وأخلصا * فعلا الشجاع يصيح وهو مجعجع