مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٢ - الصفحة ٢٢٠
الله زعم المنافقون انك إنما خلفتني استثقلتني وتحففت مني فقال صلى الله عليه وآله كذبوا إنما خلفتك لما ورأي فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي فرجع علي عليه السلام وفي روايات كثيرة إلا أنه لا نبي بعدي ولو كان لكنه، رواه الخطيب في التاريخ و عبد الملك العكبري في الفضايل وأبو بكر بن مالك، وابن الثلاج، وعلي بن الجعد في أحاديثهم، وابن فياض في شرح الاخبار عن عماد بن مالك عن سعيد عن أبيه ووجه الدليل من هذا الخبر ان هارون لما كان تاليا لموسى في رتبة الفضل فكذلك أمير المؤمنين عليه السلام يجب ان يتلو النبي صلى الله عليه وآله في الفضل إلا ما استثناه من رتبة النبوة فيجب القطع على أنه أفضل الصحابة ثم إنه صلى الله عليه وآله أوجب لأمير المؤمنين جميع منازل هارون من موسى إلا النبوة وما علم انتفاؤه من الاخوة ولا شبهة ان من جملة منازله منه انه كان خليفة له علي قومه ومفترض الطاعة عليهم ومستحقا لمقامه من بعده فيهم، وفي هذا ثبوت إمامة أمير المؤمنين عليه السلام، وثبوت عصمته لان ايجاب طاعته على الاطلاق يقتضي انه لا يقع منه القبيح ودخول الاستثناء في الخبر يبطل حمل المخالف له على منزلة واحدة وهو استخلافه له على المدينة لان من حقه ان يخرج من الكلام ما لولاه لدخل تحته فيجب تناوله لجملة يصح ان يخرج الاستثناء بعضها ولان الحال التي فيها ينفي المستثنى فيها يجب ان يثبت المستثنى منه لوجوب المطابقة بينهما، وإذا نفى صلى الله عليه وآله بالاستثناء النبوة بعد وفاته وجب أن يكون ما عداها ثابتا في تلك الحال، وعلى هذا كأنه قال: أنت مني بعد وفاتي بمنزلة هارون من موسى في حياته، وإذا ثبت ذلك لم يجز حمل الخبر على ما ادعوه ان ذلك يختص بحال الحياة ثم إنه يوجب الاستثناء انه لو كان بعدي نبي لكان علي وإذا كان لم يجز بعده نبي يكون اخوه ووزيره وخليفته لقوله تعالى واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي ولقوله اخلفني في قومي ومن خصه محمد بمنزلة هارون تنزه ان يختلج في تقديمه الظنون، وفي كاملة ديك الجن.
ان النبي لم يزل يقول * والخير ما فاه به الرسول انك مني يا علي ويا أخي * بحيث من موسى وهارون النبي لكنه ليس نبي بعدي * فأنت خير العالمين عندي وقال شاعر آخر:
وكان لأحمد الهادي وزيرا * كما هارون كان وزير موسى
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (باب ما تفرد من مناقبه (ع)) منزلته عند الميزان والكتاب والحساب 4
2 في انه عليه السلام جواز الصراط وقسيم الجنة والنار 6
3 فصل: في انه الساقي والشفيع 12
4 فصل: في القرابة 17
5 في قرابته (ع) برسول الله (ص) 19
6 فصل: في آثار حمله وكيفية ولادته 20
7 فصل: في الطهارة والرتبة 24
8 طهارته وعصمته عليه السلام 25
9 فصل: في المصاهرة مع النبي (ص) 29
10 فصل: في الأخوة 32
11 فصل: في الجوار وسد الأبواب 36
12 فصل: في الأولاد 41
13 فصل: في المشاهد 44
14 فصل: في ظلامة أهل البيت (ع) 47
15 فصل: في مصائب أهل البيت (ع) 51
16 فصل: في الاختصاص بالنبي (ص) 58
17 (باب ذكره عند الخالق وعند المخلوقين) فصل: في تحف الله عز وجل له 69
18 فصل: في محبة الملائكة إياه 73
19 فصل: في مقاماته مع الأنبياء والأوصياء عليهم السلام 83
20 فصل: في أحواله مع إبليس وجنوده 86
21 فصل: في ذكره في الكتب 90
22 اخباره " ع " بالغيب 94
23 اخباره بالمنايا والبلايا 105
24 فصل: في إجابة دعواته 112
25 فصل: في نواقض العادات منه 120
26 فصل: في معجزاته في نفسه " ع " 128
27 فصل: في انقياد الحيوانات له " ع " 133
28 انقياد الجن له عليه السلام 137
29 انقياد الحيوانات له (ع) 140
30 طاعة الجمادات له " ع " 143
31 أموره مع المرضى والموتى 159
32 فصل: فيمن غير الله حالهم وهلكهم ببغضه عليه السلام 166
33 فصل: فيما ظهر بعد وفاته 170
34 (باب قضايا أمير المؤمنين عليه السلام) قضايا أمير المؤمنين في حال حيوة رسول الله " ص " 176
35 في قضاياه في عهد أبي بكر 178
36 فصل: في قضاياه في عهد عمر 181
37 فصل: في ذكر قضاياه في عهد عثمان 192
38 قضاياه فيما بعد بيعة العامة 194
39 قضاياه في خلافته عليه السلام 196
40 باب النصوص على امامة (ع) فصل: في قوله تعالى (انما وليكم الله ورسوله) الخ 208
41 تصدقه عليه السلام بالخاتم 211
42 في قوله تعالى: والنجم إذا هوى 215
43 في معنى قوله تعالى أطيعوا الله) الخ 217
44 في حديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى 220
45 قصة يوم الغدير والتصريح بولايته 222
46 فصل: في انه أمير المؤمنين والوزير والأمين 252
47 فيما ورد في قصة يوم الغدير 253
48 في انه عليه السلام أحب الخلق إلى الله تعالى 257
49 (باب تعريف باطنه (ع)) فصل: في انه أحب الخلق إلى الله والى رسوله 258
50 في انه الخليفة والامام والوارث 264
51 فصل: في انه خير الخلق بعد النبي (ص) 265
52 في انه السبيل والصراط المستقيم 270
53 فصل في انه حبل الله والعروة الوثقى وصالح المؤمنين والاذن الواعية والنبأ العظيم 273
54 في انه النور والهدى 278
55 في انه الشاهد والشهيد 283
56 في انه الصديق والفاروق 287
57 في انه سيجعل لهم الرحمن ودا 288
58 في انه الايمان والاسلام 290
59 فصل: في انه حجة الله وذكره وآيته وفضله ورحمته ونعمته 292
60 في انه الرضوان والاحسان والجنة والفطرة ودابة الأرض 295
61 في انه المعنى بالاحسان 298
62 في تسميته (ع) بعلي والمرتضى وحيدرة وأبي تراب 301
63 (باب مختصر من مغازيه (ع)) فصل: فيما ظهر منه " ع " في يوم أحد 314
64 فصل: في مقامه " ع " في غزوة خيبر 318
65 فصل: فيما ظهر منه " ع " في حرب الجمل 334
66 فصل: في الحكمين والخوارج 363
67 في نتف من مزاحه عليه السلام 376