وفي كتب الله القديمة نعتهم * وقد نطقت عن عظم فضلهم الرسل فروع رسول الله أحمد أصلها * لقد طاب فرع والنبي له أصل علي أمير المؤمنين أبوهم * فهل لعلي في فضائله مثل وقال ابن الحجاج:
فأنتم أهل بيت كان فيه * بأمر الله يخدم جبرئيل وليس على فخاركم مزيد * وليس إلى مرامكم سبيل وله أيضا:
أبوك أبو أئمتنا على * وأمك أم سادتنا البتول فمن يرجو مداك وكيف يلقى * أبو السبطين فيه والرسول وقال ابن دريد الأزدي:
ان البرية خيرها نسبا * ان عد أكرمه وأمجده نسب معظمة محمده * وكفاه تعظيما محمده ليست إذا كبت الزناد فما * تكبو إذا ما نص أزنده وأخو النبي محمد فريد محتده * لم يكبه في القدح مصلده حل البلاء به على شرف * يتأد الراقين صعدده فصل: في المشاهد ما وجدنا لعظماء الخلف والسلف في الأرض أثرا مذكورا أو خبرا مشهورا يتقرب الناس إليها كما لم نجد في الأمم الماضية نحو كسرى وأنوشروان وفرعون وهامان وشداد ونمرود ووجدنا أهل البيت عليهم السلام امتلأت أقطار الأرض بآثارهم وبنوا المشاهد والمساجد بأسمائهم، وانفق لسكان الأمصار من إجلال مشاهدهم بعد خمول شاهدهم وغر معاندهم وقصدهم في الآفاق البعيدة تقربا إلى الله بجاه تربهم، وكلما تطاولت الدهور زاد محلها سموا وذكرها نموا ويرى الناس فيها العجايب عيانا ومناما، كما نجد في آثار الأنبياء والأوصياء عليهم السلام مثل الحطيم ومقام إبراهيم وميزاب إسماعيل وربوة موسى وصخرة عيسى وباب حطة بني إسرائيل وعند موالدهم ومحاضرهم ومجالسهم فظهر الحق وزهق الباطل، قال الزاهي:
هل لكم مشهد يزار كما * مشاهد التابعين متبعه يسطع نور لها على بعد * يطرق من زارها إذا سطعه