ذكر الخبر في الكتب السالفة لا يكون إلا للأولياء الأصفياء ولا يعني به الأمور الدنياوية، فإذا قد صح لعلي الأمور الدينية كلها وذلك لا تصح إلا لنبي أو إمام وإذا لم يكن نبيا لا بد أن يكون إماما.
فصل: في مقاماته مع الأنبياء والأوصياء زاذان عن سلمان الفارسي في خبر طويل ان جائليقا جاء في نفر من النصارى إلى أبي بكر وسأله مسائل عجز عنها أبو بكر فقال عمر: كف أيها النصراني عن هذا العنت وإلا أبحنا دمك، قال الجاثليق: أهذا عدل على من جاء مسترشدا طالبا دلوني علي من أسأله عما احتاج إليه فجاء علي واستسأله فقال النصراني أسألك عما سألت عنه هذا الشيخ خبرني أمؤمن أنت عند الله أم عند نفسك، فقال عليه السلام: انا مؤمن عند الله كما انا مؤمن في عقيدتي، قال: خبرني عن منزلتك في الجنة ما هي؟ قال منزلتي مع النبي الأمي في الفردوس الاعلى لا ارتاب بذلك ولا أشك في الوعد به من ربي. قال: فبماذا عرفت الوعد لك بالمنزلة التي ذكرتها؟ قال: بالكتاب المنزل وصدق النبي المرسل، قال فبما عرفت صدق نبيك؟ قال: بالآيات الباهرات والمعجزات البينات، قال: فخبرني عن الله تعالى أين هو؟ قال: ان الله تعالى يجل عن الأين ويتعالى عن المكان كان فيما لم يزل ولا مكان وهو اليوم كذلك ولم يتغير من حال إلى حال، قال: فخبرني عنه تعالى أمدرك بالحواس فيسلك المسترشد في طلبه الحواس أم كيف طريق المعرفة به ان لم يكن الامر كذلك؟ قال: تعالى الملك الجبار ان يوصف بمقدار أو تدركه أو يقاس بالناس والطريق إلى معرفته صنايعه الباهرة للمعقول الدالة لذوي الاعتبار بما هو منها مشهود ومعقول، قال: فخبرني عما قال نبيكم في المسيح وانه مخلوق؟ فقال: أثبت له الخلق بالتدبير الذي لزمه والتصوير والتغيير من حال إلى حال والزيادة التي لا ينفك منها والنقصان ولم أنف عنه النبوة ولا أخرجته من العصمة والكمال والتأييد، قال: فبما بنت أيها العالم عن الرعية الناقصة عنك؟ قال: بما أخبرتك به عن علمي بما كان وما يكون، قال: فهلم شيئا من ذلك أتحقق به دعواك؟ قال: خرجت أيها النصراني من مستقرك مستنكرا لمن قصدت بسؤالك له مضمرا خلاف ما أظهرت من الطلب والاسترشاد فأريت في منامك مقامي وحدثت فيه بكلامي وحذرت فيه من خلافي وأمرت فيه باتباعي، قال صدقت والله وانا اشهد ان لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله وانك وصي رسول الله