فصل: في الاخوة صارا أخوين من ثلاثة أوجه أولها لقوله عليه السلام لا زال ينقله من الآباء الأخاير الخبر، والثاني ان فاطمة بنت أسد ربته حتى قال هذه أمي، وكان عند أبي طالب من أعز أولاده رباء في صغره وحماه في كبره ونصره باللسان والمال والسيف والأولاد والهجرة، والأب أبوان أب ولادة وأب إفادة، ثم إن العم والد قوله تعالى حكاية عن يعقوب (ما تعبدون من بعدي) الآية، وإسماعيل كان عمه، وقوله تعالى حكاية عن إبراهيم (وإذا قال إبراهيم لأبيه آزر) قال الزجاج: أجمع النسابة ان اسم أبي إبراهيم تارخ، والثالث آخاه في عدة مواضع يوم بيعة العشيرة حين لم يبايعه أحد بايعه علي على أن يكون له أخا في الدارين، وقال في مواضع كثيرة منها يوم خيبر أنت أخي ووصيي، وفي يوم المواخاة ما ظهر عند الخاص والعام صحته، وقد رواه ابن بطة من ستة طرق، وروي انه كان النبي بالنخيلة وحوله سبعمائة وأربعون رجلا فنزل جبرئيل وقال: ان الله تعالى آخى بين الملائكة وبيني وبين ميكائيل وبين إسرافيل وبين عزرائيل وبين درزائيل وبين راحيل فآخى النبي بين أصحابه.
وروى خطيب خوارزم في كتابه بالاسناد عن ابن مسعود قال النبي: أول من اتخذ علي بن أبي طالب أخا إسرافيل ثم جبرائيل الخبر.
تاريخ البلاذري والسلامي وغيرهما عن ابن عباس وغيره لما نزل قوله تعالى (إنما المؤمنون اخوة) آخى رسول الله بين الاشكال والأمثال فآخى بين أبي بكر وعمر وبين عثمان و عبد الرحمن، وبين سعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد، وبين طلحة والزبير، وبين أبي عبيدة وسعد بن معاذ، وبين مصعب بن عمير وأبي أيوب الأنصاري وبين أبي ذر وابن مسعود، وبين سلمان وحذيفة، وبين حمزة وزيد بن حارثة، وبين أبي الدرداء وبلال، وبين جعفر الطيار ومعاذ بن جبل، وبين المقداد وعمار، وبين عايشة وحفصة، وبين زينب بنت جحش وميمونة، وبين أم سلمة وصفية، حتى آخى بين أصحابه بأجمعهم على قدر منازلهم ثم قال: أنت أخي وانا أخوك يا علي.
محمد بن إسحاق قال: آخى النبي بين أصحابه من المهاجرين والأنصار أخوين أخوين ثم اخذ بيد علي بن أبي طالب وقال وهذا أخي.
تاريخ البلاذري قال علي: يا رسول الله آخيت بين أصحابك وتركتني، فقال:
" المناقب ج 2، م 4 "