وقال تاج الدولة:
واقتلع الباب غداة خيبر * فكبر الناس به وقد دحا وقالت الاملاك لا سيف سوى * سيف علي وسواه لا فتى وعبر الجيش على راحته * والباب جسرا فوق يمناه بدا وقال شاعر آخر:
ودحا الباب بكف صافحت * كف جبرائيل من غير اختلال فتباهت به املاك العلى * وهي في أفلاكها عن ذي الجلال وهذا كله خرق العادة ولا يتيسر إلا لنبي أو وصي نبي، وإذا لم يجز أن يكون نبيا لا بد أن يكون وصيا.
فصل: في معجزاته في نفسه ومن عجايبه طول ما لقى من الحروب، لم ينهزم قط، ولم ينله فيها شين ولا جراح سوء، ولم يبارز أحدا إلا ظفر به، ولا نجا من ضربته أحد فصلح منها، ولم يفلت منه قرن، ولم يخرج في حروبه إلا وهو ماش يهرول طوال الدهر بغير جند إلى العدو، وما قدمت راية قوتل تحتها علي إلا انقلبوا صاغرين، قال الحميري:
ما أم يوم الوغى زحفا برايته * إلا تضعضع ثم انصاع منهزما أو بل مفرق من لم ينجه هرب * بأبيض منه من دم الفلاة دما أو نال مهجته طعنا بنافذة * نجلا نفرغ من تحت الحجاب فما ويروى وثبته أربعون ذراعا إلى عمرو ورجوعه إلى خلف عشرون ذراعا وذلك خارج عن العادة.
وروي ضربته على رجليه وقطعهما بضربة واحدة مع ما كان عليه من الثياب والسلاح. وروي انه ضرب مرحب الكافر يوم خيبر على رأسه فقطع العمامة والخوذة والرأس والحلق وما عليه من الجوشن من قدام وخلف إلى أن قده بنصفين ثم حمل على سبعين الف فارس فبددهم وتحير الفريقان من فعله فانهزموا إلى الحصن، واصل مشهد البوق عند رحبة الشام انه عليه السلام اخبر ان الساعة خرج معاوية في خيله من " المناقب ج 2، م 16 "