مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج ٢ - الصفحة ١١٤
فلم يروا بني أم أبعد قبورا منهم فعبد الله بالمشرق ومعبد بالمغرب وقثم بمنفعة الرواح وثمامة بالأرجوان ومتمم بالخارز، وفي ذلك يقول كثير:
دعا دعوة ربه مخلصا * فيا لك من قسم ما ابرا دعا بالنوى فساءت بهم * معارفة الدار برا وبحرا فمن مشرق ظل ثاويه * ومن مغرب منهم ما أضرا فضايل العشرة وخصايص العلوية قال ابن مسكين: مررت انا وخالي أبو أمية على دار في دور حي من مراد فقال: أترى هذه الدار؟ قلت نعم، قال: فان عليا مر بها وهم يبنونها فسقطت عليه قطعة فشجته فدعا ان لا يتم بناؤها فما وضعت عليها لبنة، قال فكنت تمر عليها لا تشبه الدور.
وفي حديث الطرماح بن عدي وصعصعة بن صوحان ان أمير المؤمنين اختصم إليه خصمان فحكم لأحدهما على الآخر فقال المحكوم عليه: ما حكمت بالسوية ولا عدلت في الرعية ولا قضيتك عند الله بالمرضية، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: اخسء يا كلب، وكان في الحال يعوي، وقال ابن حماد:
وصاح في المرتاب في حكمه * إذ قال ذا حكم امرء جاير اخسا فألقاه على أربع * كلبا فيا للهالك الدامر ولما قال: ألا واني أخو رسول الله وابن عمه ووارث علمه ومعدن سره وعيبة ذخره ما يفوتني ما عمله رسول الله صلى الله عليه وآله ولا ما طلب ولا يغرب على ما دب ودرج وما هبط وما عرج وما غسق وانفرج كل ذلك مشروح لمن سال مكشوف لمن وعى، قال هلال بن نوفل الكندي في ذلك وتعمق إلى أن قال: فكن يا بن أبي طالب بحيث الحقايق واحذر حلول البوايق، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: هب إلى سفر، فوالله ما تم كلامه حتى صار في صورة الغراب الا بقع يعني الأبرص.
وأصاب دعاه جماعة منهم زيد بن أرقم فإنه قد عمى، وبلعاء بن قيس فإنه برص عبد الله بن أبي رافع سمعته يقول: اللهم أرحني منهم، فرق الله بيني وبينكم، أبدلني الله بهم خيرا منهم وأبدلهم شرا مني. فما كان إلا يومه حتى قتل، وفي رواية اللهم إني قد كرهتهم وكرهوني ومللتهم وملوني فأرحني وأرحهم، فمات تلك الليلة.
وروى حديث الطير جماعة منهم الترمذي في جامعه وأبو نعيم في حلية الأولياء والبلاذري في تاريخه والخركوشي في شرف المصطفى والسمعاني في فضايل الصحابة
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (باب ما تفرد من مناقبه (ع)) منزلته عند الميزان والكتاب والحساب 4
2 في انه عليه السلام جواز الصراط وقسيم الجنة والنار 6
3 فصل: في انه الساقي والشفيع 12
4 فصل: في القرابة 17
5 في قرابته (ع) برسول الله (ص) 19
6 فصل: في آثار حمله وكيفية ولادته 20
7 فصل: في الطهارة والرتبة 24
8 طهارته وعصمته عليه السلام 25
9 فصل: في المصاهرة مع النبي (ص) 29
10 فصل: في الأخوة 32
11 فصل: في الجوار وسد الأبواب 36
12 فصل: في الأولاد 41
13 فصل: في المشاهد 44
14 فصل: في ظلامة أهل البيت (ع) 47
15 فصل: في مصائب أهل البيت (ع) 51
16 فصل: في الاختصاص بالنبي (ص) 58
17 (باب ذكره عند الخالق وعند المخلوقين) فصل: في تحف الله عز وجل له 69
18 فصل: في محبة الملائكة إياه 73
19 فصل: في مقاماته مع الأنبياء والأوصياء عليهم السلام 83
20 فصل: في أحواله مع إبليس وجنوده 86
21 فصل: في ذكره في الكتب 90
22 اخباره " ع " بالغيب 94
23 اخباره بالمنايا والبلايا 105
24 فصل: في إجابة دعواته 112
25 فصل: في نواقض العادات منه 120
26 فصل: في معجزاته في نفسه " ع " 128
27 فصل: في انقياد الحيوانات له " ع " 133
28 انقياد الجن له عليه السلام 137
29 انقياد الحيوانات له (ع) 140
30 طاعة الجمادات له " ع " 143
31 أموره مع المرضى والموتى 159
32 فصل: فيمن غير الله حالهم وهلكهم ببغضه عليه السلام 166
33 فصل: فيما ظهر بعد وفاته 170
34 (باب قضايا أمير المؤمنين عليه السلام) قضايا أمير المؤمنين في حال حيوة رسول الله " ص " 176
35 في قضاياه في عهد أبي بكر 178
36 فصل: في قضاياه في عهد عمر 181
37 فصل: في ذكر قضاياه في عهد عثمان 192
38 قضاياه فيما بعد بيعة العامة 194
39 قضاياه في خلافته عليه السلام 196
40 باب النصوص على امامة (ع) فصل: في قوله تعالى (انما وليكم الله ورسوله) الخ 208
41 تصدقه عليه السلام بالخاتم 211
42 في قوله تعالى: والنجم إذا هوى 215
43 في معنى قوله تعالى أطيعوا الله) الخ 217
44 في حديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى 220
45 قصة يوم الغدير والتصريح بولايته 222
46 فصل: في انه أمير المؤمنين والوزير والأمين 252
47 فيما ورد في قصة يوم الغدير 253
48 في انه عليه السلام أحب الخلق إلى الله تعالى 257
49 (باب تعريف باطنه (ع)) فصل: في انه أحب الخلق إلى الله والى رسوله 258
50 في انه الخليفة والامام والوارث 264
51 فصل: في انه خير الخلق بعد النبي (ص) 265
52 في انه السبيل والصراط المستقيم 270
53 فصل في انه حبل الله والعروة الوثقى وصالح المؤمنين والاذن الواعية والنبأ العظيم 273
54 في انه النور والهدى 278
55 في انه الشاهد والشهيد 283
56 في انه الصديق والفاروق 287
57 في انه سيجعل لهم الرحمن ودا 288
58 في انه الايمان والاسلام 290
59 فصل: في انه حجة الله وذكره وآيته وفضله ورحمته ونعمته 292
60 في انه الرضوان والاحسان والجنة والفطرة ودابة الأرض 295
61 في انه المعنى بالاحسان 298
62 في تسميته (ع) بعلي والمرتضى وحيدرة وأبي تراب 301
63 (باب مختصر من مغازيه (ع)) فصل: فيما ظهر منه " ع " في يوم أحد 314
64 فصل: في مقامه " ع " في غزوة خيبر 318
65 فصل: فيما ظهر منه " ع " في حرب الجمل 334
66 فصل: في الحكمين والخوارج 363
67 في نتف من مزاحه عليه السلام 376