مسعدة بن اليسع عن الصادق عليه السلام في خبر ان أمير المؤمنين عليه السلام مر بأرض بغداد فقال: ما تدعى هذه الأرض؟ قالوا بغداد، قال: نعم يبني ههنا مدينة وذكر وصفها. ويقال: انه وقع من يده سوط فسأل عن أرضها فقالوا بغداد فأخبر انه يبنى مسجد ثم يقال له مسجد السوط.
وفي تاريخ بغداد أنه قال المفيد أبو بكر الجرجاني أنه قال: ولد أبو الدنيا في أيام أبي بكر وانه قال: اني خرجت مع أبي للقاء أمير المؤمنين فلما صرنا قريبا من الكوفة عطشنا عطشا شديدا فقلت لوالدي: اجلس حتى أدور لك الصحراء فلعلي أقدر على ماء، فقصدت إليه فإذا انا ببئر شبه الركية أو الوادي فاغتسلت منه وشربت منه حتى رويت ثم جئت إلى أبي فقلت: قم فقد فرج الله عنا وهذه عين ماء قريب منا، ومضينا فلم نر شيئا فلم يزل يضطرب حتى مات ودفنته وجئت إلى أمير المؤمنين وهو خارج إلى صفين وقد اخرج له البغلة فجئت ومسكت له بالركاب والتفت إلي فانكببت اقبل الركاب فشجت في وجهي شجة قال أبو بكر المفيد: ورأيت الشجة في وجهه واضحة ثم سألني عن خبري فأخبرته بقضيتي فقال: عين لم يشرب منها أحد إلا وعمر عمرا طويلا فأبشر فإنك ستعمر، وسماني بالمعمر، وهو الذي يدعى بالأشج.
وذكر الخطيب انه قدم بغداد في سنة ثلاثمائة وكان معها شيوخ من بلده فسألوا عنه فقالوا: هو مشهور عندنا بطول العمر وقد بلغني انه مات في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، ونحو ذلك ذكر شيخنا في الأمالي وفاته.
الحارث الأعور وعمرو بن الحريث وأبو أيوب عن أمير المؤمنين انه لما رجع من وقعة الخوارج نزل يمني السواد فقال له راهب لا ينزل ههنا إلا وصي نبي يقاتل في سبيل الله، فقال علي عليه السلام: فأنا سيد الأوصياء وصي سيد الأنبياء، قال: فإذا أنت أصلع قريش وصي محمد خذ علي الاسلام فاني وجدت في الإنجيل نعتك وأنت تنزل مسجد براثا بيت مريم وارض عيسى، قال أمير المؤمنين: فاجلس يا حباب، قال: وهذه دلالة أخرى، ثم قال: فأنزل يا حباب من هذه الصومعة وابن هذا الدير مسجدا، فبنى حباب الدير مسجدا ولحق أمير المؤمنين إلى الكوفة فلم يزل بها مقيما حتى قتل أمير المؤمنين فعاد حباب إلى مسجده ببراثا. وفي رواية ان الراهب قال:
قرأت انه يصلي في هذا الموضع إيليا وصي البار قليطا محمد نبي الأميين الخاتم لمن سبقه من أنبياء الله ورسله في كلام كثير فمن ادركه فليتبع النور الذي جاء به ألا وانه