وأغروا بي أعدائي ووتروا بيني وبين العرب والعجم وسلبوني ما مهدت لنفسي من لدن صباي بجهدي وكدي ومنعوني ما خلفه أخي وحميمي وشقيقي وقالوا انك لحريص متهم أليس بنا اهتدوا من متاه الكفر ومن عمي الضلالة وغي الظلماء أليس أنقذتهم من الفتنة الظلماء والمحنة العمياء ويلهم ألم أخلصهم من نيران الطغاة وكره العتاة وسيوف البغاة ووطأة الأسد ومقارعة الصماء ومجادلة القماقمة الذين كانوا عجم العرب وغنم الحرب وقطب الاقدام وجبال القتال وسهام الخطوب وسل السيوف أليس بي تسنموا الشرف ونالوا الحق والنصف ألست نبوة محمد ودليل رسالاته وعلامة رضاه وسخطه الذي كان يقطع الدرع الدلاص ويصطلم الرجال الحراص وبي كان يبري جماجم إليهم وهام الابطال إلى أن فزعت تيم إلى الفرار وعدي إلى الانتكاص أما واني لو أسلمت قريشا للمنايا والحتوف وتركتها فحصدتها سيوف الغواة ووطأتها الأعاجم وكرات الأعادي وحملات الأعالي وطحنتهم سنابك الصافنات وحوافر الصاهلات في مواقف الا زال والزلزال في طلاب الأعنة وبريق الأسنة ما بقوا لهضمي ولا عاشوا لظلمي ولما قالوا انك لحريص متهم، ثم قال بعد كلام: إنما أنطق لكم العجماء ذات البيان وافصح الخرساء ذات البرهان لأني فتحت الاسلام ونصرت الدين وعززت الرسول وبنيت أعلامه وأعليت مناره وأعلنت اسراره وأظهرت أثره وحاله وصفيت الدولة ووطأت الماشي والراكب ثم قدتها صافية على أني بها مستأثر، ثم قال بعد كلام:
سبقني إليها التيمي والعدوي كسباق الفرس احتيالا واغتيالا وخدعة وغيلة، ثم قال بعد كلام: يا معشر المهاجرين والأنصار أين كانت سبقة تيم وعدي إلى سقيفة بني ساعدة خوف الفتنة ألا كانت يوم الأبواء إذ تكاتفت الصفوف وتكاثرت الحتوف وتقارعت السيوف أم هلا خشيا فتنة الاسلام يوم ابن عبد ود وقد نفح بسيفه وشمخ بأنفه وطمح بطرفه ولم لم يشفقا على الدين وأهله يوم بواط إذ اسود لون الأفق وأعوج عظم العنق وانحل سيل الغرق ولم لم يشفقا يوم رضوي إذا السهام تطير والمنايا تسير والأسد تزأر وهلا بادرا يوم العشيرة إذا الأسنان تصتك والآذان تستك والدروع تهتك وهلا كانت مبادرتهما يوم بدر إذ الأرواح في الصعداء ترتقي والجياد بالصناديد ترتدي والأرض من دماء الابطال ترتوي ولم لم يشفقا على الدين يوم بدر الثانية والدعاس ترعب والأوداج تشخب والصدور تحضب وهلا بادرا يوم ذات الليوث وقد أبيح التواب واصطلم الشوقب وأدلم الكوكب ولم لا كانت شفقتهما على الاسلام يوم