وان في وخير القول أصدقه * لسنة من نبي الله أيوب والله لي جامع شملي كما جمعت * كفاه بعد شتات شمل يعقوب والله لي واهب من فضل رحمته * ما ليس إلا لذي وحي بموهوب والله منبعث من عترتي رجلا * يفنى أمية وعدا غير مكذوب هذا حديث عجيب عن أبي حسن * يروى وقد كان يأتي بالأعاجيب وروي عن الحسن بن علي عليه السلام في خبر ان الأشعث بن قيس الكندي بنى في داره مئذنة فكان يرقى إليها إذا سمع الاذان في أوقات الصلوات في مسجد جامع الكوفة فيصيح من على مئذنته: يا رجل انك لكاذب ساحر، وكان أبي يسميه عنق النار.
وفي رواية عرف النار فيسأل عن ذلك فقال: ان الأشعث إذا حضرته الوفاة دخل عليه عنق من النار ممدودة من السماء فتحرقه فلا يدفن إلا وهو فحمة سوداء فلما توفي نظر ساير من حضر إلى النار وقد دخلت عليه كالعنق الممدود حتى أحرقته وهو يصيح ويدعو بالويل والثبور.
ابن بطة في الإبانة وأبو داود في السنن عن أبي مجالد في خبر أنه قال عليه السلام في الخوارج مخاطبا لأصحابه والله لا يقتل منكم عشرة. وفي رواية ولا ينفلت منهم عشرة ولا يهلك منا عشرة فقتل من أصحابه تسعة وانفلت منهم تسعة اثنان إلى سجستان واثنان إلى عمان واثنان إلى بلاد الجزيرة واثنان إلى اليمن وواحد إلى موزن والخوارج من هذه المواضع منهم. وقال الأعثم: المقتولون من أصحاب أمير المؤمنين رويبة بن وبر العجلي، وسعد بن خالد السبيعي، و عبد الله بن حماد الأرحبي، والفياض بن خليل الأزدي، وكيسوم بن سلمة الجهني، وعبيد بن عبيد الخولاني، وجميع بن جشم الكندي، وضب بن عاصم الأسدي.
قال أبو الجوايز الكاتب: حدثنا علي بن عثمان قال: حدثنا المظفر بن الحسن الواسطي السلال قال: حدثنا الحسن بن ذكر دان وكان ابن ثلاثمائة وخمس وعشرين سنة قال: رأيت عليا في النوم وانا في بلدي فخرجت إليه إلى المدينة فأسلمت على يده وسماني الحسن وسمعت منه أحاديث كثيرة وشهدت معه مشاهده كلها فقلت له يوما من الأيام: يا أمير المؤمنين ادع الله لي، فقال: يا فارسي انك ستعمر وتحمل إلى مدينة يبنيها رجل من بني عمي العباس تسمى في ذلك الزمان بغداد ولا تصل إليها تموت بموضع يقال له المداين. فكان كما قال عليه السلام ليلة دخل المداين مات.