فأنفدها علي عليه السلام إلى أسماء بنت عميس فقال: خذي هذه المرأة فأكرمي مثواها واحفظيها، فلم تزل عندها إلى أن قدم أخوها فتزوجها منه وأمهرها أمير المؤمنين وتزوجها نكاحا.
وهذه كلها اخبار بالغيب أفضى إليه النبي صلى الله عليه وآله بالسر مما اطلعه الله عز وعلا عليه كما قال الله تعالى (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ليعلم ان قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شئ عددا) ولم يشح النبي على وصيه بذلك كما قال تعالى (وما هو على الغيب بضنين) ولا ضن علي على الأئمة من ولده عليهم السلام. وأيضا لا يجوز ان يخبر بمثل هذا إلا من أقامه رسول الله مقامه من بعده.
فصل: في إجابة دعواته عبد الله بن مسعود قال: لا تتعرضوا لدعوة علي فإنها لا ترد.
الأعثم في الفتوح ان عليا عليه السلام رفع يده إلى السماء وهو يقول: اللهم ان طلحة ابن عبد الله أعطاني صفقة يمينه طائعا ثم نكث بيعتي اللهم فعاجله ولا تمهله اللهم وان الزبير بن العوام قطع قرابتي ونكث عهدي وظاهر عدوي وهو يعلم أنه ظالم لي فاكفنيه كيف شئت وأنى شئت.
تاريخ الطبري قال أمير المؤمنين: ومن العجب انقيادهما لأبي بكر وعمر وخلافهما علي والله انهما يعلمان اني لست بدون رجل ممن قد مضى اللهم فاحلل ما عقدا ولا تبرم ما احكما في أنفسهما وارهما المساءة فيما قد عملا.
فضايل العشرة وأربعين الخطيب روي زاذان انه كذبه رجل في حديثه فقال عليه السلام ادعو عليك ان كنت كذبتني ان يعمى الله بصرك؟ قال نعم، فدعا عليه فلم ينصرف حتى ذهب بصره.
جميع بن عمير قال اتهم علي رجلا يقال له العيزار برفع اخباره إلى معاوية فأنكر ذلك وجحد فقال عليه السلام: أتحلف بالله يا هذا انك ما فعلت، قال نعم وبدر فحلف فقال له أمير المؤمنين: ان كنت كاذبا فأعمى الله بصرك، فما دارت الجمعة حتى اخرج أعمى يقاد.
" المناقب ج 2، م 14