أليس رسول الله أكد عقده * فكيف ملكتم بعده العقد والحلا وقال محمد بن علي العلوي:
وهو اخوه يوم آخى صحبه * ونفسه في المحكم المنزل فان أردت صدق ما أوضحته * وجدته في سورة المزمل وقال الجماني:
وآخاهم مثلا لمثل فأصبحت * اخوته كالشمس ضمت إلى البدر فآخى عليا دونكم وأصاره * لكم علما بين الهداية والكفر لم يكونا أخوين من النسب تحقيقا وإنما قال ذلك فيه إبانة لمنزلته وفضله وإمامته على سائر المسلمين لئلا يتقدم أحد منهم ولا يتأمر عليه بعد ما آخى بينهم أجمعين الاشكال وجعله شكلا لنفسه والعرب تقول للشئ انه أخو الشئ إذا أشبهه أو قاربه أو وافق معناه، ومنه قوله تعالى: (ان هذا أخي له تسع وتسعون نعجة) وكانا جبرئيل وميكائيل، وقوله تعالى (يا أخت هارون)، فلما كان علي وصي رسول الله في أمته كان أقرب الناس شبها في المنزلة به والاخوة لا توجب ذلك لأنه قد يكون المؤمن أخا للكافر والمنافق فثبتت إمامته.
فصل: في الجوار حديث سد الأبواب رواه نحو ثلاثين رجلا من الصحابة منهم زيد بن أرقم، وسعد بن أبي وقاص وأبو سعيد الخدري وأم سلمة وأبو رافع وأبو الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري وأبو حازم عن ابن عباس والعلاء عن ابن عمر وشعبة عن زيد ابن علي عن أخيه الباقر عن جابر وعلي بن موسى الرضا عليهما السلام وقد تداخلت الروايات بعضها في بعض انه لما قدم المهاجرون إلى المدينة بنوا حوالي مسجده بيوتا فيها أبواب شارعة في المسجد ونام بعضهم في المسجد فأرسل النبي معاذ بن جبل فنادى ان النبي يأمركم أن تسدوا أبوابكم إلا باب علي فأطاعوه إلا رجل، قال: فقام رسول الله فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ما حدثني به أبو الحسن العاصمي الخوارزمي عن أبي البيهقي عن أحمد بن جعفر عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن محمد بن جعفر عن عون عن عبد الله بن ميمون عن زيد بن أرقم أنه قال النبي: أما بعد فاني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب على فقال فيه قائلكم فاني والله ما سددت شيئا ولا