وطار به واقلبه وفيه * حباب في الصعيد له انسياب وقال ابن علوية:
كقصة الأفعى التي في خفه * كمنت ومنها تصرف النابان رقشاء تنفث بالسموم ضئيلة * صماء عادية لها قرنان يدعى الحباب ولو تفهم امره * من عابني تهوى الوصي شقاني ماذا دعاه إلى الولوج لخيبة * وضلالة في ذلك الشيخان لما تيمم لبسه ألوى به * في الجو منقض من الغربان حتى إذا ارتفعا به وتقلبا * أهواه مثل مكابد حردان فهوى هوي الريح بين فروجه * متقطعا قلقا على الصوان كتاب هواتف الجن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عبد الله بن الحارث عن أبيه قال: حدثني سلمان الفارسي في خبر: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله في يوم مطير ونحن ملتفتون نحوه فهتف هاتف: السلام عليك يا رسول الله، فرد عليه السلام وقال: من أنت؟ قال: عرفطة بن شمر أخ أحد بني نجاح، قال: اظهر لنا رحمك الله في صورتك قال سلمان: فظهر لنا شيخ أزب أشعر قد لبس وجهه شعر غليظ متكاثف قد واراه وعيناه مشقوقتان طولا وفمه في صدره فيه أنياب بادية طوال وأظفاره كمخالب السباع فقال الشيخ: يا نبي الله ابعث معي من يدعو قومي إلى الاسلام وانا أرده إليك سالما، فقال النبي: أيكم يقوم معه فيبلغ الجن عني وله الجنة؟ فلم يقم أحد فقال ثانية وثالثة فقال علي عليه السلام: أنا يا رسول الله، فالتفت النبي صلى الله عليه وآله إلى الشيخ فقال: وافني إلى الحرة في هذه الليلة أبعث معك رجلا يفصل حكمي وينطق بلساني ويبلغ الجن عني، قال: فغاب الشيخ ثم أتى في الليل وهو على بعير كالشاة ومعه بعير آخر كارتفاع الفرس فحمل النبي عليا عليه وحملني خلفه وعصب عيني وقال: لا تفتح عينيك حتى تسمع عليا يؤذن ولا يروعك ما ترى فإنك آمن، فسار البعير فدفع سايرا يدف كدفيف النعام وعلي يتلو القرآن فسرنا ليلتنا حتى إذا طلع الفجر اذن علي وأناخ البعير وقال:
انزل يا سلمان، فحللت عيني ونزلت فإذا أرض قوراء فأقام الصلاة وصلى بنا ولم أزل اسمع الحس حتى إذا سلم علي التفت فإذا خلق عظيم وأقام علي يسبح ربه حتى طلعت الشمس ثم قام خطيبا فخطبهم فاعترضته مردة منهم فاقبل علي عليه السلام فقال: أبا لحق تكذبون وعن القرآن تصدفون وبآيات الله تجحدون، ثم رفع طرفه إلى السماء فقال: