فصل: في الاختصاص بالنبي صلى الله عليه وآله لقد عمى من قال إن قوله تعالى (وأنفسنا وأنفسكم) أراد به نفسه لان من المحال ان يدعو الانسان نفسه، فالمراد به من يجري مجرى أنفسنا ولو لم يرد عليا وقد حمله مع نفسه لكان للكفار ان يقولوا حملت من لم تشترط وخالفت شرطك وإنما يكون للكلام معنى ان يريد به مجرى أنفسنا.
واما شبهة الواحدي في الوسيط ان أحمد بن حنبل قال: أراد بالأنفس ابن العم والعرب تخبر من بني العم بأنه نفس ابن عمه وقال الله تعالى (ولا تلمزوا أنفسكم) أراد اخوانكم من المؤمنين ضعيفة، لأنه لا يحمل على المجاز إلا لضرورة، وان سلمنا ذلك فإنه كان للنبي بنو الأعمام فما اختار منهم إلا عليا لخصوصية فيه دون غيره وقد كان أصحاب العباء نفس واحدة، وقد بين بكلمات اخر.
قال ابن سيرين قال النبي لعلي بن أبي طالب: أنت منى وانا منك.
فضايل السمعاني، وتاريخ الخطيب، وفردوس الديلمي، عن البراء وابن عباس واللفظ لابن عباس: علي مني مثل رأسي من بدني، وقوله صلى الله عليه وآله: أنت منى كروحي من جسدي، وقال صلى الله عليه وآله: أنت منى كالضوء من الضوء، قال ابن حماد:
من الذي قال النبي له * أنت منى مثل روحي في البدن وقال ديك الجن:
عضو النبي المصطفى وروحه * وشمه وذوقه وريحه وقوله صلى الله عليه وآله: أنت زري من قميصي. قال ابن حماد وسماه رب العرش في الذكر نفسه * فحسبك هذا القول إن كنت ذا خبر وقال لهم هذا وصيي ووارثي * ومن شد رب العالمين به أزري علي كزري من قميصي إشارة * بأن ليس يستغني القميص عن الزر وسئل النبي صلى الله عليه آله عن بعض أصحابه فذكر فيه فقال له قائل: فعلي؟ فقال:
إنما سألتني عن الناس ولم تسألني عن نفسي وفيه حديث بريدة (وحديث براءة) وحديث جبرئيل وأنا منكما، قال الحماني:
وأنزله منه النبي كنفسه * رواية أبرار تادت إلى بر فمن نفسه فيكم كنفس محمد * ألا بأبي نفس المطهر والطهر