جعفر (عليه السلام) قال: إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أدخل الله عز وجل يده بين أيديهما وأقبل بوجهه على أشدهما حبا لصاحبه، فإذا أقبل الله عز وجل بوجهه عليهما تحاتت عنهما الذنوب كما يتحات الورق من الشجر.
4 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أقبل الله عز وجل عليهما بوجهه وتساقطت عنهما الذنوب كما يتساقط الورق من الشجر.
5 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن صفوان الجمال، عن أبي عبيدة الحذاء قال: زاملت أبا جعفر (عليه السلام) في شق محمل من المدينة إلى مكة، فنزل في بعض الطريق، فلما قضى حاجته وعاد قال: هات يدك يا أبا عبيدة فناولته يدي فغمزها حتى وجدت الأذى في أصابعي، ثم قال: يا أبا عبيدة ما من مسلم لقى أخاه المسلم فصافحه وشبك أصابعه في أصابعه إلا تناثرت عنهما ذنوبهما كما يتناثر الورق من الشجر في اليوم الشاتي.
6 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن يحيى الحلبي، عن مالك الجهني قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): يا مالك أنتم شيعتنا [أ] لا ترى أنك تفرط في أمرنا إنه لا يقدر على صفة الله فكما لا يقدر على صفة الله كذلك لا يقدر على صفتنا وكما لا يقدر على صفتنا كذلك لا يقدر على صفة المؤمن، إن المؤمن ليلقى المؤمن فيصافحه، فلا يزال الله ينظر إليهما والذنوب تتحات عن وجوههما كما يتحات الورق من الشجر، حتى يفترقا، فكيف يقدر على صفة من هو كذلك.
* الشرح:
قوله (قال قال أبو جعفر (عليه السلام) يا مالك أنتم شيعتنا ألا ترى أنك تفرط في أمرنا إنه لا يقدر على صفة الله) لا ريب في أن أحدا لا يقدر على أن يصف الله تعالى كما هو أهله وإن بالغ وانتقل من وصف إلى ما هو أعلى منه في نظره حتى انتهى إلى غاية قدرته منه إذ لا يصل عقل البشر إلى كنه صفاته كما لا يصل إلى كنه ذاته وانما غاية كمال البشر أن يذعن بأنه موجد عالم قادر مثلا، وأما العلم بحقيقة وجوده وعلمه وقدرته، فمما لا سبيل له إليه ولا يمكن وقوفه عليه وكذلك لا يمكن إدراك ذات الرسول والأئمة والمؤمنين وصفاتهم وكمالاتهم وفضائلهم لكمال قربهم بالحق وعلو مرتبتهم وبعد منزلتهم عن منتهى العقول، ألا ترى أنك لا تقدر على أن تصف نفسك فكيف تقدر على أن تصف ذات الله وصفاته ونفوس أولياء الله وكمالاتهم.
7 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة قال: زاملت أبا جعفر (عليه السلام) فحططنا الرحل، ثم مشى قليلا ثم جاء فأخذ