شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٤٧
تمثيل لقصد الإيضاح، أو اليد مجاز عن الرحمة من باب الإرسال أو المكنية والتخييلية، واليمين:
الجانب الأشرف والأقوى، ولعل كونه عن يمينه كناية عن كرامته وعظمته وعلو منزلته ورفعته باعتبار أن من عظمت منزلته تبوأ عن يمين الملك، وكل ما جاء في القرآن من إضافة اليد واليمين إلى الله تعالى فهو على سبيل التمثيل أو المجاز والاستعارة والكناية لأنه تعالى منزه عن ظاهرهما.
* الشرح:
قوله (بثه همه) كأن المراد بالبث: التهييج والإثارة، وبالهم: العزم والإرادة أو الحزن أي هيجه وأثاره عزمه وإرادته خير المؤمن أو حزنه في أمره. وأراد (عليه السلام) بقوله:
(ثلاث لكم) ما ذكره قبل، وبقوله (ثلاث لنا) ما يذكر بعد وهي معرفة فضلهم على غيرهم بالعلم والعمل وقرب النبي ووطأ عقبهم واقتفاء أثرهم في العلم والعمل والتمسك بدين الحق وانتظار عاقبتهم في الدنيا بظهور القائم (عليه السلام) وفي الآخرة بالكرامة والشفاعة، ثم أشار إلى بعض فضائلهم للترغيب في تحصيلها والحث على محبة أهلها وحفظ حقوقهم بقوله. (فمن كان هكذا) أي متصفا بالخصال المذكورة (كان بين يدي الله عز وجل) وهو سبحانه ناظر إليهم بنور رحمته وإحسانه.
(فيستضيء) بنورهم من هو أسفل منهم) من المؤمنين الذين لم يتصفوا بتلك الخصال وحرموا عن نيل هذا الكمال كما يستضيء بنور الشمس كل من هو أسفل منها، وهذا النور كما يكون لهم في الآخرة يكون لهم في الدنيا أيضا كما مر من أن المؤمن ليزهر نوره لأهل السماء كما تزهر نجوم السماء لأهل الأرض، إلا أن هذه الأبصار قاصرة عن إدراكه.
(وأما الذين عن يمين الله) دل على أنهم غير من كانوا بين يدي الله عز وجل وكان المراد بهم الأئمة (عليهم السلام) (فلو أنهم يراهم من دونهم لم يهنئهم العيش مما يرون من فضلهم) لأنهم يبهتون من ملاحظة فضلهم وكمالهم ويتحيرون من مشاهدة حسنهم وجمالهم، وبين سبب عدم رؤيتهم (أنهم محجوبون بنور الله) والنور الساطع والضوء اللامع إذا بلغا حد الكمال يمنعان من المشاهدة كما يشهد له النظر إلى الشمس مع أن نورهم أشد من نورها بل لا نسبة بينهما.
10 - عنه، عن عثمان بن عيسى، عن محمد بن عجلان قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل رجل فسلم، فسأله كيف من خلفت من إخوانك؟ قال: فأحسن الثناء وزكى وأطرى، فقال له: كيف عيادة أغنيائهم على فقرائهم؟ فقال: قليلة؟ قال: وكيف مشاهدة أغنيائهم لفقرائهم قال: قليلة، قال فكيف صلة أغنيائهم لفقرائهم في ذات أيديهم؟ فقال: إنك لتذكر أخلاقا قل ما هي فيمن عندنا، قال: فقال: فكيف تزعم هؤلاء أنهم شيعة.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430