على فعول مصدر لقيه كرضيه إذا رآه، ووصف العدل ومخالفته مذموم. وقد ورد الآيات والرواية على ذمه وهو الاعتقاد بالحق والتكلم بالصواب والتعلم بالدين وترك العمل به والعمل بخلافه.
3 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حدثني جبرئيل (عليه السلام) أن الله عز وجل أهبط إلى الأرض ملكا، فأقبل ذلك الملك يمشي حتى دفع إلى باب عليه رجل يستأذن على رب الدار: فقال له الملك: ما حاجتك إلى رب هذه الدار؟ قال: أخ لي مسلم زرته في الله تبارك وتعالى، قال: له الملك: ما جاء بك إلا ذاك؟ فقال ما جاء بي إلا ذاك. فقال: إني رسول الله إليك وهو يقرئك السلام ويقول: وجبت لك الجنة وقال الملك: إن الله عز وجل يقول: أيما مسلم زار مسلما فليس إياه زار.
إياي زار وثوابه علي الجنة.
* الشرح:
قوله (حتى دفع إلى باب عليه رجل) قال في النهاية: دفعت إلى كذا بالبناء للمفعول انتهيت إليه، وقول الملك له: «ما حاجتك إلى رب هذه الدار» دل ظاهرا على أن الثواب الموعود ليس لأهل الحاجة، وقال الغزالي: ليس أيضا للزائر من أجل القرابة ولا من أجل مكافاة الإحسان لما رووه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو مثل هذه الرواية إلا أن الملك قال: ألك حاجة، قال لا، قال: ألك قرابة؟ قال لا، قال: لمكافأة إحسان إليك؟ قال: لا فبشره بالجنة كما نقل هنا.
(فليس إياه زار إياي زار) لما كانت زيارته إياه في الله وطلبا لقربه ورضاه كان هو المطلوب حقيقة بتلك الزيارة والمقصود بالذات من تلك الوصلة فلذلك نسب زيارته إلى زيارة ذاته المقدسة للتنبيه على أنه المقصود بالذات من كل وصل وفصل وأنه الغاية لكل طالب والمرجع لكل سالك، والمراد بزيارة العبد له عرض نفسه عليه والقيام بين يديه والإنابة والرجوع إليه بقلب خالص وعزم صادق 4 - علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي النهدي، عن الحصين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
من زار أخاه في الله قال الله عز وجل: إياي زرت وثوابك علي ولست أرضى لك ثوابا دون الجنة.
* الشرح:
قوله (ولست ارضى لك ثوابا دون الجنة) لعل المراد أن شيئا من خيرات الدنيا ونعمها لا يصلح أن يكون ثوابا لهذا العمل لانقطاعه وإنما ثوابه الجنة لدوامها ودوام نعيمها.
5 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة عن يعقوب بن شعيب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من زار أخاه في جانب المصر ابتغاء وجه الله