16 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن الله عز وجل لا يوصف وكيف يوصف وقال في كتابه: (وما قدروا الله حق قدره) فلا يوصف بقدر إلا كان أعظم من ذلك. وإن النبي (صلى الله عليه وآله) لا يوصف وكيف يوصف عبد احتجب الله عز وجل بسبع وجعل طاعته في الأرض كطاعته فقال: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) ومن أطاع هذا فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني، وفوض إليه، وإنا لا نوصف وكيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس وهو الشك، والمؤمن لا يوصف وإن المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه فلا يزال الله ينظر إليهما والذنوب تتحات عن وجوههما كما يتحات الورق عن الشجر.
* الشرح:
قوله (وكيف يوصف عبد احتجب الله عز وجل بسبع) لعل المراد أنه لا يمكن ان يوصف عبد اتخذه الله عز وجل حجابا في سبع سماوات وسبع أرضين وجهه إليه يستفيض منه ووجهه إلى الممكنات يفيض عليها، أو اتخذه حجابا بسبع صفات الذات لكونه مظهرها وانكشافها له وهي حجب نورانية لو انكشف وصف منها لأضاء بأنوار الهداية كل ملتبس فصار (صلى الله عليه وآله) بانكشافها له حجابا نورانيا مثلها أو أزال عنه الحجاب بسبع سماوات وسبع أرضين على أن تكون الهمزة للسلب فقد ترفع قدره عن المجردات الملكوتية والملائكة اللاهوتية وتنزه قلبه عن العوائق البشرية والعلايق الناسوتية، ويمكن أن يكون إشارة إلى ما وصل إليه من حجب المعراج وهذا الذي ذكرنا من باب الاحتمال والله أعلم بحقيقة الحال (وفوض إليه) لعل المراد فوض إليه كثيرا من الأحكام وبيان كيفيتها وحدودها كما دل عليه بعض الروايات وهذا التفويض غير التفويض الذي ذهب إليه الفرقة المفوضة الغالية وهو أن الله تعالى خلق محمدا وعليا وقيل سائر الأئمة أيضا وفوض إليهم خلق السماوات والأرض وما بينهما وتقدير الرزق والآجال والإحياء والإماتة، ويتمسكون بظاهر الأخبار وهو عند غيرهم مؤول بالسببية كما في الحديث القدسي «لولاك لما خلقت الأفلاك» لأن الله تعالى لما خلق الأشياء لأجلهم صحت نسبة الخلق إليهم تجوزا، والله أعلم.
17 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إذا التقى المؤمنان فتصافحا أقبل الله بوجهه عليهما وتتحات الذنوب عن وجوههما حتى يفترقا.
18 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تصافحوا فإنها تذهب بالسخيمة.