العبد بظلم الناس، بعد ما أصبح غير ناو لظلمهم وأنه يرضي المظلوم بوجه آخر فبعيد.
8 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أصبح لا يهم بظلم أحد غفر الله له ما اجترم.
* الشرح:
قوله (من أصبح لا يهم بظلم أحد غفر الله له ما اجترم) أي ما اكتسب من الجرم والإثم في ذلك اليوم بقرينة السابق، أو مطلقا على احتمال، وفيما بينه وبين الله عز وجل أو فيما بينه وبين الخلق أيضا احتمال بعيد، وعدم قصد ظلم أحد أولا لا ينافي قصد ظلمه ثانيا.
9 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
من ظلم مظلمة اخذ بها في نفسه أو في ماله أو في ولده.
* الشرح:
قوله (من ظلم مظلمة أخذ بها في نفسه أو في ماله أو في ولده) نظيره ما سيأتي من رواية مولى آل سام عن أبي عبد الله (عليه السلام) وفيه تنبيه للظالم المغرور بعدم المؤاخذة بالفعل بأنها لا محالة يكون ولو في ولده الذي هو بمنزلة نفسه وبحكم المقابلة خير صلاح الأب قد يصل إلى ولده، وقد ذكرناه مشروحا ويؤيده قوله تعالى حكاية: (إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين) ولا ينافي الأول قوله تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) لخروجه بهذا النص وغيره من عموم الآية كخروج مؤاخذة العاقلة في الخطاء، والأب هو الذي أدخل على نفسه وولده هذه الخصلة المسرية إلى أعقابه وهو الذي ظلمهم أيضا وما الله بظلام للعبيد.
10 - ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة.
* الشرح:
قوله (اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة) ظلمات جمع ظلمة وهي خلاف النور وحملها على الظلم باعتبار تكثره معنى أو للمبالغة. وفيه تحذير من الظلم على النفس وعلى الغير، والمراد بالظلمة إما الحقيقة لما قيل من أن الهيئات النفسانية التي هي ثمرات الأعمال الموجبة للسعادة والشقاوة أنوار وظلمات مصاحبة للنفس وهي تنكشف لها في القيامة التي هي محل بروز الأسرار وظهور الخفيات فتحيط بالظالم على قدر مراتب ظلمه ظلمات متراكمة حين يكون المؤمنون في نور يسعى بين أيديهم وبأيمانهم، أو المراد بها الشدائد والأهوال كما قيل في قوله تعالى: (قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر).