12 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن غير واحد، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: ما الكبر؟ فقال: أعظم الكبر أن تسفه الحق وتغمص الناس، قلت: وما سفه الحق قال: يجهل الحق ويطعن على أهله.
13 - عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن عمر بن يزيد، عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنني آكل الطعام الطيب وأشم الريح الطيبة وأركب الدابة الفارهة ويتبعني الغلام فترى في هذا شيئا من التجبر فلا أفعله؟ فأطرق أبو عبد الله (عليه السلام) ثم قال: إنما الجبار الملعون من غمص الناس وجهل الحق. قال: عمر: فقلت: أما الحق فلا أجهله، والغمص لا أدري ما هو، قال: من حقر الناس وتجبر عليهم فذلك الجبار.
* الشرح:
قوله (قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنني آكل الطعام الطيب وأشم الريح الطيبة وأركب الدابة الفارهة) أي النشيطة الحادة والخفيفة القوية.
(ويتبعني الغلام فترى في هذا شيئا من التجبر فلا أفعله -... إلى آخره) كأن السائل توهم أو شك في أن محبة هذه الأمور تجبر وتكبر، فأجاب (عليه السلام) بأنها ليست تجبرا وتكبرا وأنهما إنكار الحق وتحقير الناس، كيف وقد نقل في باب التجمل «إن الله جميل يحب الجمال» يعني أنه تعالى جميل الفعال يحب منكم التجمل والتزين وإظهار نعمه وعدم الحاجة إلى الغير. ثم إن الأمور المذكورة ونحوها وإن لم تكن في ذواتها تجبرا إلا أنها في أكثر الناس مفضية إليه; فلذلك أطرق (عليه السلام) ولم يجبه بأنها تجبر أولا وأتى بجواب على وجه كل يشعر بأنها من حيث هي ليست تجبرا، ولو تبعها فرد من هذا الكلي فإنما هي مذمومة لأجل ذلك لا لذاتها.
14 - محمد بن جعفر، عن محمد بن عبد الحميد، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك جبار ومقل مختال.
* الشرح:
قوله (ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك جبار ومقل مختال) معنى لا يكلمهم أنه لا يكلمهم كلام رضى بل كلام سخط مثل (اخسؤوا فيها ولا تكلمون) وقيل: لا يكلمهم بلا واسطة، وقيل: هو كناية عن الإعراض والغضب فإن من غضب على أحد قطع كلامه، ومعنى «لا ينظر إليهم» أنه لا ينظر إليهم نظر الكرامة والعطف والبر والرحمة والإحسان لضعتهم وحقارتهم عنده وقلة قدرهم لديه. وليس المراد نفي الرؤية لأنه