شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٣٣٠
عند عامة الناس إذ كان نزول الملك عندهم لغيره موجبا لذله، وهذا شبيه بالتكبير من جهة وبالعجب من أخرى، فانظر إلى ما ورد على الرجل الصالح من خروج نور النبوة من يده لأجل صدور أمر شبيه بالتكبر منه وحرمان عقبه من تلك الفضيلة والكرامة، واحذر عن التكبر فإنه يخرج نور الإيمان من قلبك وربما يسري شوم ذلك وذله في عقبك.
16 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
ما من عبد إلا وفي رأسه حكمة وملك يمسكها فإذا تكبر قال له: اتضع وضعك الله، فلا يزال أعظم الناس في نفسه وأصغر الناس في أعين الناس وإذا تواضع رفعه الله عز وجل، ثم قال له: انتعش نعشك الله فلا يزال أصغر الناس في نفسه وأرفع الناس في أعين الناس.
* الشرح:
قوله (ما من عبد إلا وفي رأسه حكمة وملك يمسكها فإذا تكبر قال له اتضع وضعك الله -... إلى آخره) حكمت عليه بكذا إذا منعته من خلافه فلم يقدر على الخروج من ذلك، ومنه «الحكمة» وزان قصبة للدابة، سميت بذلك لأنها تذللها لراكبها حتى يمنعها الجماع ونحوه، ومنه أيضا اشتقاق الحكمة لأنها تمنع صاحبها من أخلاق الأرذال، ولعل المراد بالحكمة هنا: الحالة المقتضية لسلوكه سبيل الهداية على سبيل الاستعارة، وبإمساك الملك إياها إرشاده إلى ذلك السبيل ونهيه عن العدول عنه.
(وإذا تواضع رفعه الله عز وجل) إنما لم يقل: وإذا تواضع قال له «ارفع رفعك الله» على وفق قوله فيما سبق فإذا تكبر قال له «اتضع وضعك الله» للتنبيه على أن الرفع مترتب على التواضع من غير حاجة إلى دعاء الملك له بالرفع بخلاف الوضع فإنه غير مترتب على التكبر ما لم يدع الملك عليه بالوضع، وهو الذي سبقت رحمته غضبه.
(ثم قال له انتعش نعشك الله) نعشه الله كمنعه، وأنعشه الله أقامه ورفعه، ونعشه فانتعش أي رفعه فارتفع، وقوله «نعشك الله» إما اخبار بما وقع من الرفع أو دعاء له به على سبيل التأكيد أو دعاء له بالثبات والاستمرار (فلا يزال أصغر الناس في نفسه وأرفع الناس في أعين الناس) لأنه تعالى يعظمه في أعين الناس ويجري ذكره بالصلاح والخير على ألسنتهم. قيل روي عنه (صلى الله عليه وآله) «أن الله إذا أحب عبدا يدعو جبرئيل فيقول إني أحب فلانا فأحبه. قال: فيحبه جبرئيل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبونه (كذا) أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض».
17 - محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن بعض أصحابه، عن النهدي، عن يزيد بن
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430