بواعث الدين.
7 - عنه، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
مكتوب في التوراة فيما ناجى الله عز وجل به موسى (عليه السلام): يا موسى أمسك غضبك عمن ملكتك عليه أكف عنك غضبي.
* الشرح:
قوله (يا موسى أمسك غضبك عمن ملكتك عليه أكف عنك غضبي) المراد بالموصول إما العبيد والإماء، أو الرعية أو الأعم وهو أولى، وغضب الخلق ثوران النفس وحركاتها بسبب تصور المؤذي والضار إلى الانتقام والمدافعة، وغضب الخالق عقابه التابع لعلمه بمخالفة أمره ونواهيه وغيرهما، وفيه إشارة إلى نوع من معالجة الغضب وهو أن يذكر الإنسان عند غضبه على الغير غضبه تعالى عليه، فإن ذلك يبعثه على الرضى والعفو طلبا لرضاه تعالى وعفوه لنفسه، والمراد بذكره تعالى له في غضبه - كما في الخبر الآخر - عدم المعاقبة والعذاب بزلاته ومعاصيه جزاء بما صنع في أخيه من العفو عنه.
8 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عبد الحميد، عن يحيى بن عمرو، عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أوحى الله عز وجل إلى بعض أنبيائه يا ابن آدم اذكرني في غضبك أذكرك في غضبي لا أمحقك فيمن أمحق وارض بي منتصرا فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك.
* الشرح:
قوله (وارض بي منتصرا فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك) لما كان الغرض من إمضاء الغضب غالبا هو الانتصار أي الانتقام من الظالم رغب في تركه بأنه تعالى منتقم من الظالم لك وعلله بأن انتقامه خير من انتقامك لأن انتقامه على قدر الظلم وانتقامك قد يتعدى. وأيضا انتقامك قد يؤدي إلى المفاسد الكلية والجزئية بانتهاض الخصم للمعاداة بخلاف انتقامه تعالى.
9 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عبد الله ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله، وزاد فيه: وإذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك.
* الشرح:
قوله (وزاد فيه: وإذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري فإن انتصاري لك) لعل المراد بالزيادة وقوع هذه العبارة فقط بدل قوله في الرواية السابقة «وارض بي منتصرا» كما في الرواية الآتية.