جمع الأغر من الغرة وهي البياض في جبهة الفرس فوق الدرهم، وكل شيء ترفع قيمته كما يقال غرة ماله، والمراد بها هنا محاسن الأمور والأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة على سبيل التشبيه والاستعارة. فقد حذر من الخصومة فإنها سبب لإظهار المخاصم عورة خصمه أي معايبه وقبايحه وذهابه بمحاسن أمره وإخفائه فضائل أعماله وأخلاقه، ويحتمل أن يقرأ العز بالعين المهملة والزاي المعجمة، ويؤيد الأول ما روى من طرق العامة «إياك ومشارة الناس فإنها تظهر العرة وتدفن الغرة» قالوا: العرة: القبيح من الأخلاق والأفعال، والغرة: العمل الصالح شبهه بغرة الفرس.
11 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن الوليد بن صبيح قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما عهد إلي جبرئيل (عليه السلام) في شيء ما عهد إلي في معاداة الرجال.
* الشرح:
قوله (ما عهد إلي جبرئيل (عليه السلام) في شيء ما عهد إلي في معاداة الرجال) لما كانت المعاداة منافية للمصالح الكلية والمقاصد المهمة المطلوبة للحكيم جل شأنه وهي النظام الكلي واجتماع النفوس على طريقة واحدة هي سلوك سبيل الله بسائر وجوه الأوامر والنواهي والآداب الذي لا يتم بدون التعاون والتعاضد والتلاطف بين أبناء النوع، كرر جبرئيل (عليه السلام) العهد فيها، وبالغ في الحث على تركها من بين سائر المعاصي وهي وإن كانت أيضا قبيحة لكن قبحها لكونها ملتزمة لمفاسد جزئية أقل من قبح المعاداة المستلزمة لمفاسد كلية.
12 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض أصحابه، رفعه، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من زرع العداوة حصد ما بذر.