المؤمنين فإنهم يقلدونه في ظاهر أحواله ويعتمدون عليه في أقواله وأفعاله بل ربما يقولون في أنفسهم إذا فعل هو هذا فنحن أولى به منه، ومن ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله): «أخاف على أمتي زلة عالم».
4 - عنه، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع وغيره رفعوه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) ملعون من ترأس، ملعون من هم بها، ملعون من حدث بها نفسه.
5 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن أيوب، عن أبي عقيلة الصيرفي قال: حدثنا كرام، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): إياك والرئاسة وإياك أن تطأ أعقاب الرجال، قال: قلت: جعلت فداك أما الرئاسة فقد عرفتها وأما أن أطأ أعقاب الرجال فما ثلثا ما في يدي إلا مما وطئت أعقاب الرجال فقال لي: ليس حيث تذهب، إياك أن تنصب رجلا دون الحجة، فتصدقه في كل ما قال.
6 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي الربيع الشامي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي: ويحك يا أبا الربيع لا تطلبن الرئاسة ولا تكن ذئبا ولا تأكل بنا الناس فيفقرك الله ولا تقل فينا مالا نقول في أنفسنا فإنك موقوف ومسؤول لا محالة فإن كنت صادقا صدقناك وإن كنت كاذبا كذبناك.
* الشرح:
قوله (ويحك يا أبا الربيع لا تطلبن الرئاسة ولا تكن ذئبا) الذئب معروف وهو يهمز ولا يهمز، ويقع على الذكر والأنثى، وربما دخلت الهاء في الأنثى فقيل ذئبة، وفي بعض النسخ: ذنبا بالنون بعد الذال وهو واحد الأذناب بمعنى الأتباع نهاه أن يكون رئيسا وتابعا للرئيس فإن لكل واحد مفاسد غير محصورة، وقوله: (ولا تأكل بنا الناس فيفقرك الله) تأكيد لما في الأصل، يقال: فقر زيد - من باب علم - إذا قل ماله، ويتعدى بالهمزة فيقال: أفقره الله فافتقر. نهاه أن يجعل العلوم الشرعية التي أخذها منهم (عليهم السلام) آلة لأكل أموال الناس كما هو شأن قضاة الجور، وأوعده بأن الله تعالى يفقره إما في الدنيا بتفويت المال ونقص العيش، أو في الآخرة بسلب الرحمة.
ثم نهاه عن نسبة الباطل إليهم بقوله: (ولا تقل فينا مالا نقول في أنفسنا) لعل المراد لا تقل في ذاتنا ووصفنا أو لا تقل في أقوالنا وأفعالنا، والأول أظهر، والثاني أنسب، والتعميم أولى، والله أعلم.
7 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن منصور بن العباس، عن ابن مياح عن أبيه قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من أراد الرئاسة هلك.
8 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن العلاء، عن محمد بن مسلم قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أترى لا أعرف خياركم من شراركم؟ بلى والله وإن شراركم من أحب