ويحمله على ما يريد فيصدر منه أفعال شبيهة بأفعال المجانين. ولزوم الأرض يشمل الجلوس والاضطجاع والسجود.
13 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض أصحابه، رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): الغضب ممحقة لقلب الحكيم، وقال: من لم يملك غضبه لم يملك عقله.
* الشرح:
قوله (الغضب ممحقة لقلب الحكيم) ممحقة بكسر الميم اسم آلة للمحق، وهو الإبطال وذلك لأن ثوران نار الغضب وانبعاث دخانه في ساحة القلب، وغليان الرطوبات القلبية يوجب محق نور القلب ويصيره مظلما بحيث لا يدرك شيئا من الحق وعند ذلك يستولي عليه الشيطان ويحمله على أن يفعل ما يفعل، وإنما خص قلب الحكيم بالذكر لأن المحق الذي هو إزالة النور انما يتعلق بقلب له نور، وقلب غير الحكيم مظلم ليس له نور، أو لأن قلب غير الحكيم يعلم بالأولوية، وإذا عرفت أن الغضب يمحق قلب الحكيم يعني عقله ظهر لك حقيقة قوله «ومن لم يملك غضبه لم يملك عقله» وذلك لأن من لم يملك غضبه ولم يمنعه من الانبعاث عند وجود سببه بطل نور عقله وحكمه، وصار مأسورا في يد النفس الأمارة، وإذا بطل حكمه صدرت عنه أفعال وحركات غريبة مثل المجانين.
14 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كف نفسه عن أعراض الناس أقال الله نفسه يوم القيامة، ومن كف غضبه عن الناس كف الله تبارك وتعالى عنه عذاب يوم القيامة.
* الشرح:
قوله (من كف نفسه عن أعراض الناس أقال الله نفسه يوم القيامة) والغرض منه هو الترغيب في ترك الغيبة والبهتان ومواجهتهم بما يكرهونه وكشف عيوبهم وأذاهم بأن الله تعالى يقيل عيوبه ويستر ذنوبه ولا يكشفها يوم القيامة.
15 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من كف غضبه عن الناس كف الله عنه عذاب يوم القيامة.