شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٣٠٨
مشاررة أدغمت إحدى الرائين في الأخرى، ولما حذر منها أشار إلى بعض غوائلها ومفاسدها للمبالغة في التحذير بقوله: (فإنها تورث المعرة) العر بضم العين وفتحها: الحرب، والمعرة: المساءة والمكروه والاثم، وعره بالشر يعره من باب قتل: لطخه به.
(وتظهر المعورة) اسم فاعل من أعور الشيء إذا صار ذا عورة وهي العيب والقبح وكل شيء يستره الإنسان أنفة أو حياء فهو عورة. والمراد بها هنا القبيح من الأخلاق والأفعال وغيرها فإن الخصومة سبب لإظهار الخصم قبح خصمه لبغض منه وليضع قدره بين الناس كما هو غالب عادات أهل الدنيا إلا من عصمه بالتقوى وقليل ما هم.
8 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن عنبسة العابد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إياكم والخصومة، فإنها تشغل القلب وتورث النفاق وتكسب الضغائن.
* الشرح:
قوله (إياكم والخصومة فإنها تشغل القلب) أي تشغل القلب عن ذكر الله وتورث النفاق والضغائن للخلق، وكل ذلك من المهلكات الدينية والدنيوية ويدخل فيها الخصومة بين يدي الحكام في الأموال وغيرها وإن احتاج إليها وجب أن لا يغلظ القول ولا يكذب ولا يزيد على قدر الحاجة ولا يقصد إيذاء صاحبه.
9 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسن بن عطية، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما كاد جبرئيل (عليه السلام) يأتيني إلا قال: يا محمد اتق شحناء الرجال وعداوتهم.
* الشرح:
قوله (علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير -... إلى آخره) مر هذا متنا وسندا قبيل ذلك، والظاهر أنه تكرار من الناسخ.
10 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن مهران، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أتاني جبرئيل (عليه السلام) قط إلا وعظني فآخر قوله لي: إياك ومشارة الناس فإنها تكشف العورة وتذهب بالعز (1).
* الشرح:
قوله (فآخر قوله لي إياك ومشارة الناس فإنها تكشف العورة وتذهب بالغر) الغر بالغين المعجمة

1 - في بعض النسخ (الغر) بتقديم المعجمة.
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430