مشاررة أدغمت إحدى الرائين في الأخرى، ولما حذر منها أشار إلى بعض غوائلها ومفاسدها للمبالغة في التحذير بقوله: (فإنها تورث المعرة) العر بضم العين وفتحها: الحرب، والمعرة: المساءة والمكروه والاثم، وعره بالشر يعره من باب قتل: لطخه به.
(وتظهر المعورة) اسم فاعل من أعور الشيء إذا صار ذا عورة وهي العيب والقبح وكل شيء يستره الإنسان أنفة أو حياء فهو عورة. والمراد بها هنا القبيح من الأخلاق والأفعال وغيرها فإن الخصومة سبب لإظهار الخصم قبح خصمه لبغض منه وليضع قدره بين الناس كما هو غالب عادات أهل الدنيا إلا من عصمه بالتقوى وقليل ما هم.
8 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن عنبسة العابد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إياكم والخصومة، فإنها تشغل القلب وتورث النفاق وتكسب الضغائن.
* الشرح:
قوله (إياكم والخصومة فإنها تشغل القلب) أي تشغل القلب عن ذكر الله وتورث النفاق والضغائن للخلق، وكل ذلك من المهلكات الدينية والدنيوية ويدخل فيها الخصومة بين يدي الحكام في الأموال وغيرها وإن احتاج إليها وجب أن لا يغلظ القول ولا يكذب ولا يزيد على قدر الحاجة ولا يقصد إيذاء صاحبه.
9 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسن بن عطية، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما كاد جبرئيل (عليه السلام) يأتيني إلا قال: يا محمد اتق شحناء الرجال وعداوتهم.
* الشرح:
قوله (علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير -... إلى آخره) مر هذا متنا وسندا قبيل ذلك، والظاهر أنه تكرار من الناسخ.
10 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن مهران، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أتاني جبرئيل (عليه السلام) قط إلا وعظني فآخر قوله لي: إياك ومشارة الناس فإنها تكشف العورة وتذهب بالعز (1).
* الشرح:
قوله (فآخر قوله لي إياك ومشارة الناس فإنها تكشف العورة وتذهب بالغر) الغر بالغين المعجمة