أشرك معه غيره، وأطلق الخير عليها باعتبار أنه يترك نصيبه مع شريكه ولا يساهمه كسائر الشركاء وانما يقبل ما كان له خالصا من الرياء والعجب والإدلال كما قال في حديث: «إني أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا ثم شرك فيه غيري فأنا منه بريء، وهو للذي أشرك بي دوني».
10 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن داود، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أظهر للناس ما يحب الله وبارز الله بما كرهه لقى الله وهو ماقت له.
* الشرح:
قوله (من أظهر للناس ما يحب الله وبارز الله بما كرهه لقي الله وهو ماقت له) مبارزه «با كسى جنك كردن ونبرد جستن». والمبارز: المحارب الذي لا يبالي بإقدام صاحبه، ومن أسباب المقت والعقوبة والخزي في الدنيا والآخرة إظهار الطاعة لخلق الله طلبا للرفعة والمنزلة عندهم، والإقدام بمعصية الله.
11 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن فضل أبي العباس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما يصنع أحدكم أن يظهر حسنا ويسر سيئا، أليس يرجع إلى نفسه فيعلم أن ذلك ليس كذلك والله عز وجل يقول: (بل الإنسان على نفسه بصيرة) إن السريرة إذا صحت قويت العلانية.
الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور، عن فضالة، عن معاوية، عن الفضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله.
* الشرح:
قوله (ما يصنع أحدكم أن يظهر حسنا ويسر سيئا -... إلى آخره) لعل المراد بالحسن الأعمال والعبادات الظاهرة، وبالسيئ قصد الرياء ونية التقرب بها عند الناس ولو رجع هذا إلى نفسه وعقله علم أن ذلك العمل ليس بعمل حسن يترتب عليه الثواب والتقرب إلى الله بل علم أنه معصية لأن الإنسان عالم بحال نفسه من الخير والشر فيجب عليه الاجتناب من الشر وما يضره، والسبب لذلك القصد فساد القلب وميله إلى الدنيا وطلب العزة من أهلها، وإذا صح عن الفساد ومال إلى الحق وقصد التقرب إليه والسعادة الأبدية قويت العلانية. وصحت الجوارح والأعضاء الظاهرة، وصدرت منها الأعمال الصالحة كما روي «أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، ألا وهي القلب».
12 - علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من عبد يسر خيرا إلا لم تذهب الأيام حتى يظهر الله له خيرا