* الشرح:
قوله (أركان الكفر أربعة: الرغبة، والرهبة، والسخط، والغضب) لعل المراد بالرغبة الرغبة في الدنيا، والحرص عليها، وسعة الأمل وطلب الكثير منها. وبالرهبة الخوف من فواتها، والهم من زوالها وهو يوجب صرف العمر في حفظها، والمنع من أداء حقوقها، أو الخوف من إجراء الاحكام والحدود وهو الجبن الموجب لفوات كثير من الحقوق الشرعية. وبالسخط - مثال القفل - عدم الرضا بقضاء الله وانقباض النفس في حكمه. وبالغضب ثوران النفس نحو الانتقام عند مشاهدة ما لا يلائمها من المكاره والآلام، وإنما شبه هذه الأمور الأربعة التي هي مواد الكفر وأسباب ستر الحق بالأركان لابتناء الكفر عليها بل لتركبه منها; إذ الكفر عبارة عن جحد الحق أو جحد شيء مما قرره، وهذه الأمور إما نفسه، أو أعظم سبب من أسبابه، والله يعلم.
3 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن نوح بن شعيب، عن عبد الله الدهقان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أول ما عصي الله عز وجل به ست: حب الدنيا وحب الرئاسة وحب الطعام وحب النوم وحب الراحة وحب النساء.
* الشرح:
قوله (إن أول ما عصي الله عز وجل به ست: حب الدنيا وحب الرئاسة وحب الطعام وحب النوم وحب الراحة وحب النساء) هذه الأمور معاصي قلبية تسود لوح القلب وتسد عنه طرق الحق وتعزل القوة العاقلة عن التصرف فيه وهي مبادي الطغيان في القوة الشهوية الجالبة للمنافع الحاضرة الزائلة، الطالبة للفوائد الظاهرة والباطلة وتجاوزها عن الحد اللائق بها عقلا ونقلا وتنهض حينئذ أيضا النفس الأمارة إلى تحصيل مقتضاها، وتستعين بالقوة الغضبية في دفع الموانع وتحرك الظاهر والباطن إلى نحو المطلوب، وتحصيله بأي وجه كان فيقع الظلم والكفر والمخالفة والمعصية التي لا تعد ولا تحصى من هذه المبادي. فهي أوائل المعاصي وأمهات القبائح.
4 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن رجلا من خثعم جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: أي الأعمال أبغض إلى الله عز وجل؟
فقال: الشرك بالله، قال: ثم ماذا؟ قال: قطيعة الرحم، قال: ثم ماذا؟ قال: الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف.
* الشرح:
قوله (أي الأعمال أبغض إلى الله عز وجل) المراد بالأعمال ما يعم أعمال القلب والجوارح وأبغضها ما هو أفسد للدين، وكون الأمور المذكورة بهذه الصفة ظاهر، والظاهر أن قطع الرحم شامل