* الشرح:
قوله (البهات الجريء الفحاش) البهات: الذي يبهت غيره أي يقذفه بالباطل ويفتري عليه الكذب، والاسم البهتان، والجري بالياء المشددة وبالهمزة أيضا على فعيل وهو المقدام على القبيح من غير توقف، والاسم الجرأة. والفحاش ذو الفحش وهو كل ما يشتد قبحه من الأقوال والأفعال وكثيرا ما يراد به الزنا.
(والمانع رفده) يفهم منه ومما سبقه أن ترك المندوب وما هو خلاف المروة شر، فالمراد بشرار الرجال فاقد الكمال سواء كان فقده موجبا للعقوبة أم لا.
(والملجئ عياله إلى غيره) بترك الانفاق عليهم وعدم القيام بحوائجهم، وقد روي «أن الكد للعيال أفضل من الزهد في الدنيا».
14 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ميسر، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خمسة لعنتهم وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله، والتارك لسنتي، والمكذب بقدر الله، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والمستأثر بالفيء المستحل له.
* الشرح:
قوله (وكل نبي مجاب) قيل يحتمل أن يكون عطفا على فاعل «لعنتهم» و «مجاب» حينئذ صفة ل «نبي». ويحتمل أن يكون كل نبي مبتدأ و «مجاب» خبره، والجملة حال لإفادة أن دعاءه عليهم ولعنه إياهم مستجابة قطعا.
(والمكذب بقدر الله) كالمفوضة حيث قالوا ليس لله قدر، أي تدبير في أفعالنا أصلا، بل أقدرنا عليها وفوض أمرها وتدبيرها إلينا، كذا قال بعض الأصحاب.
(والمستحل من عترتي ما حرم الله) العترة نسل الإنسان قال الأزهري، وروى ثعلب عن ابن الأعرابي أن العترة ولد الرجل وذريته وعقبه من صلبه، ولا تعرف العرف من العترة غير ذلك واللعن يشمل قاتلهم وموذيهم وضاربهم ومانع حقوقهم وآخذ أموالهم.
(والمستأثر بالفيء المستحل له) في بعض النسخ «والمستحل له» بالعطف للتفسير أو للتغاير، والفيء يطلق على الغنيمة وهو ما أخذ من أموال الكفار بحرب وغلبة كما صرح به المصنف في آخر كتاب الحجة في باب الفيء والأنفال وخمسه لله تعالى ولمن سماه تعالى في كتابه الكريم، والباقي للمجاهدين على نحو ما ذكر في موضعه، ويطلق أيضا على الأنفال كما يشعر به اللغة، وصرح به ابن الأثير، ودلت عليه رواياتنا الكثيرة، وأشرنا إلى بعضها في ذلك الباب وهو حينئذ ما أخذ بغير قتال فهو للرسول (صلى الله عليه وآله) خاصة ولمن بعده من الأئمة (عليهم السلام).