يمنع رؤية المحتجب كما يمنع المعذرة عقوبة المذنب.
(يا أبا حفص ما يصنع الإنسان أن يتقرب إلى الله بخلاف ما يعلم الله) لأهل الرياء ظاهر وباطن، ظاهره مع الله للتقرب منه، وباطنه مع الخلق لطلب المنزلة والتعظيم والتوقير منه، والله سبحانه يعلم أن باطنه مخالف لظاهره وأن العمل الموجب للقرب منه هو العمل الخالص له دون المشترك بينه وبين غيره فالتقرب بهذا العمل المشترك إلى الله تعالى تقرب بخلاف ما يعلم الله أنه موجب للتقرب، وهو سفه واستهزاء، وقوله «ما يصنع» للتقريع والتوبيخ والتنبيه على أنه مع كونه غير نافع مضر والله أعلم.
7 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): إن الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجا به فإذا صعد بحسناته يقول الله عز وجل: اجعلوها في سجين إنه ليس إياي أراد بها.
* الشرح:
قوله (اجعلوها في سجين إنه ليس إياي أراد) سجين موضح فيه كتاب الفجار ودواوينهم، وقيل: واد في جهنم قال الله تعالى (إن كتاب الفجار لفي سجين).
8 - وبإسناده قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ثلاث علامات للمرائي: ينشط إذا رأى الناس، ويكسل إذا كان وحده، ويحب أن يحمد في جميع اموره.
* الشرح:
قوله (ينشط إذا رأى الناس) سواء كان النشاط قبل العمل وباعثا للشروع فيه أم بعد الشروع فيه وسببا لتجويده.
(ويحب أن يحمدوه في جميع أموره) سواء كان من أمور الدين كفعل الطاعات وترك المنهيات فإنه قد يترك الزنا، وشرب الخمر ليمدحه الناس بالصلاح، أم من أمور الدنيا كالتشبع بالمال والتحلي باللباس لثناء الناس عليه، وإليه أشار النبي (صلى الله عليه وآله) بقوله: «إن لكل حق حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتى لا يحب ان يحمده على شيء من عمل الله».
9 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن علي بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال الله عز وجل: أنا خير شريك، من أشرك معي غيري في عمل عمله لم أقبله إلا ما كان لي خالصا.
* الشرح:
قوله (قال عز وجل أنا خير شريك -... إلى آخره) أطلق الشريك على ذاته المقدسة بزعم من