* الشرح:
قوله (قال سألته عن الرجل يعمل الشيء من الخير فيراه انسان فيسره ذلك؟ فقال: لا بأس ما من أحد إلا وهو يحب أن يظهر له في الناس الخير إذا لم يكن صنع ذلك لذلك) نظيره من طريق العامة عن أبي ذر: «قيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله): أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال:
تلك عاجل بشرى المؤمن يعني البشرى المعجلة له في الدنيا، والبشرى الأخرى قوله سبحانه (بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار) وهذا ينافي ما روي من طريقنا «ما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتى لا يحب أن يحمد على شيء من عمل لله» وما روي من طريقهم عن سعيد بن جبير قال «جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: إني أتصدق وأصل الرحم ولا أصنع ذلك إلا لله فيذكر مني وأحمد عليه فيسرني ذلك وأعجب به. فسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يقل شيئا فنزل قوله تعالى (قل انما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما الهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) وطرق الجمع ما ذكره صاحب العدة رحمه الله وهو أنه إن كان سروره باعتبار أنه تعالى أظهر جميله عليهم، أو باعتبار أنه استدل بإظهار جميله في الدنيا على إظهار جميله في الآخرة (1) على رؤوس الأشهاد أو باعتبار أن الرائي قد يميل قلبه بذلك إلى طاعة الله تعالى أو باعتبار أنه يسلب ذلك اعتقادهم بصفة ذميمة له فليس ذلك السرور رياء وسمعة، وإن كان سروره باعتبار رفع المنزلة وتوقع التعظيم والتوقير والمدح بأنه عابد زاهد وتزكيتهم له إلى غير ذلك من التدليسات النفسانية والتلبيسات الشيطانية فهو رياء ناقل للعمل من كفة الحسنات إلى كفة السيئات والله هو المستعان.