شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ١٧٩
داره غصن منها لا يخطر على قلبه شهوة شيء إلا أتاه به ذلك ولو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام ما خرج منه، ولو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى يسقط هرما، ألا ففي هذا فارغبوا، إن المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة، إذا جن عليه الليل افترش وجهه وسجد لله عز وجل بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته، ألا [ف‍] - هكذا فكونوا.
* الشرح:
قوله (وقلة المراقبة - للنساء أو قال قلة المواتاة للنساء -) مراقبة «چيزى را چشم داشتن» ولعل المراد بها النظر إلى النساء الأجنبيات وأدبارهن، ويمكن أن يراد محافظة آرائهن من رقبته أرقبه من باب قتل إذا حفظته، والمواتاة: «موافقت كردن با كسى در كارى» تقول: واتيته على كذا مواتاة إذا وفقته وطاوعته، وأصل واتيته آتيته، وأهل اليمن يبدلون الهمزة واوا واشتهرت لغتهم على ألسنة الناس، ولعل المراد الحث على مخالفة آرائهن كما روي «شاوروهن وخالفوهن» (وبذل المعروف) أي الخير وهو الإحسان بالفضل من المال إلى الغير.
(وحسن الخلق وسعة الخلق واتباع العلم) لعل المراد بحسن الخلق حسن الهيئة وهو كون كل عضو على حد يليق به فإن ذلك دليل على استقامة المزاج ولين الطبع وصحة الأفعال غالبا إلا أنه ليس من صنع العبد وأنه يوجد في غير أهل الدين كما قال عز وجل في وصف المنافقين (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم) ويمكن أن يراد به حسن الأعضاء الظاهرة بالأعمال الفاضلة فإنه من علامات أهل الدين. وبسعة الخلق تحققه بالنسبة إلى الناس كلهم من غير فرق بين القريب والبعيد والشريف والوضيع أو صفحه عن الزلات كلها صغارها وكبارها وباتباع العلم: تعلمه أو العمل به أو الأعم.
(ولو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام ما خرج منه) كان هذه الشجرة هي التي في رواية مسلم عن أبي سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «إن في الجنة شجرة يسير راكب الجواد المضمر السريع في ظلها مائة عام» وفي أخرى: «يسير الراكب في ظلها مائة سنة» قال عياض ظلها كنفها وهو ما يستره أغصانها وقد يكون ظلها نعيمها وراحتها من قولهم عيش ظليل، واحتيج إلى تأويل الظل بما ذكر هربا عن الظل في العرف لأنه ما بقي حر الشمس في الجنة ولا برد وإنما نور يتلألأ. انتهى.
وقال المازري: المضمر بفتح الضاد وشد الميم ورواه بعضهم بكسر الميم الثانية: صفة للراكب المضمر فرسه.
31 - عنه، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن سليمان بن عمرو النخعي قال:
وحدثني الحسين بن سيف، عن أخيه علي، عن سليمان، عمن ذكره، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سئل
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الاستغناء عن الناس 3
2 باب صلة الرحم 6
3 باب البر بالوالدين 19
4 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم 29
5 باب اجلال الكبير 31
6 باب إخوة المؤمنين بعضهم لبعض 33
7 باب فيما يوجب الحق لمن انتحل الايمان وينقضه 38
8 باب في ان التواخي لم يقع على الدين وانما هو التعارف 39
9 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه 40
10 باب التراحم والتعاطف 51
11 باب زيارة الاخوان 52
12 باب المصافحة 57
13 باب المعانقة 63
14 باب التقبيل 65
15 باب تذاكر الاخوان 67
16 باب ادخال السرور على المؤمنين 71
17 باب قضاء حاجة المؤمن 77
18 باب السعي في حاجة المؤمن 82
19 باب تفريج كرب المؤمن 87
20 باب اطعام المؤمن 89
21 باب من كسا مؤمنا 95
22 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه 97
23 باب في خدمته 101
24 باب نصيحة المؤمن 101
25 باب الإصلاح بين الناس 103
26 باب في أحياء المؤمن 105
27 باب في الدعاء للأهل إلى الايمان 107
28 باب في ترك دعاء الناس 108
29 باب أن الله إنما يعطي الدين من يحبه 114
30 باب سلامة الدين 115
31 باب التقية 118
32 باب الكتمان 127
33 باب المؤمن وعلاماته وصفاته 137
34 باب في قلة المؤمن 184
35 باب الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شيء بعده 189
36 باب في سكون المؤمن إلى المؤمن 196
37 باب فيما يدفع الله بالمؤمن 197
38 باب في ان المؤمن صنفان 198
39 باب ما اخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيما ابتلي به 201
40 باب شدة ابتلاء المؤمن 206
41 باب فضل فقراء المسلمين 221
42 باب 231
43 باب ان للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان 233
44 باب الروح الذي أيد به المؤمن 239
45 باب الذنوب 241
46 باب استصغار الذنب 279
47 باب الإصرار على الذنب 281
48 باب في أصول الكفر وأركانه 283
49 باب الرياء 291
50 باب طلب الرئاسة 300
51 باب اختتال الدنيا بالدين 304
52 باب من وصف عدلا وعمل بغيره 305
53 باب المراء والخصومة ومعاداة الرجال 306
54 باب الغضب 310
55 باب الحسد 316
56 باب العصبية 321
57 باب الكبر 323
58 باب العجب 332
59 باب حب الدنيا والحرص عليها 337
60 باب الطمع 352
61 باب الخرق 353
62 باب سوء الخلق 354
63 باب السفه 356
64 باب البذاء 358
65 باب من يتقى شره 365
66 باب البغي 367
67 باب الفخر والكبر 369
68 باب القسوة 375
69 باب الظلم 379
70 باب اتباع الهوى 388
71 باب المكر والغدر والخديعة 393
72 باب الكذب 397
73 باب ذي اللسانين 409
74 باب الهجرة 411
75 باب قطعية الرحم 414
76 باب العقوق 418
77 باب الانتفاء 421
78 باب من آذى المسلمين واحتقرهم 421
79 فهرس الآيات 430