على أنه لا يجوز الصلاة في السبخة وهو محمول على الكراهة.
(ونظر إلى غلام يرعى جداء) قال بعض أهل اللغة: الجدى الذكر من أولاد المعز، والأنثى:
عناق وقيده بعضهم بكونه في السنة الأولى والجمع أجد وجداء مثل دلو وأدل ودلاء والجدي بالكسر لغة ردية (فقال والله يا سدير لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء ما وسعني القعود) يظهر منه أن الصاحب (عليه السلام) مع كثرة المنتسبين إليه من الشيعة لا يكون له شيعة في الواقع بهذا العدد وإلا لما وسعه القعود لعدم الفرق بينه وبينه (عليهما السلام).
5 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروإن عن سماعة بن مهران قال: قال لي عبد صالح صلوات الله عليه: يا سمعة أمنوا على فرشهم وأخافوني أما والله لقد كانت الدنيا وما فيها إلا واحد يعبد الله ولو كان معه غيره لأضافه الله عز وجل إليه حيث يقول: (إن إبراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين) فغبر بذلك ما شاء الله ثم إن الله آنسه بإسماعيل وإسحاق فصاروا ثلاثة أما والله إن المؤمن لقليل وإن أهل الكفر لكثير أتدري لم ذاك؟ فقلت: لا أدري جعلت فداك فقال: صيروا أنسا للمؤمنين، يبثون إليهم ما في صدورهم فيستريحون إلى ذلك ويسكنون إليه.
* الشرح:
قوله (يا سماعة أمنوا على فرشهم وأخافوني) شكاية من الفرقة المتشيعة حيث أذاعوا الأسرار وأخافوه من الأمراء الأشرار، وأشار إلى قله وجود عبد خالص لله بقوله:
(أما والله لقد كانت الدنيا وما فيها إلا واحد يعبد الله) الواو للحال «وما» نافية. (ولو كان معه غيره) من أهل الايمان لإضافة الله عز وجل إليه لأن الغرض ذكر أهل الايمان التارك للشرك فلو كان معه غيره لذكره.
(حيث يقول (ان إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين) الأمة: الجماعة من الناس وأتباع الأنبياء (عليهم السلام) والجمع أمم مثل غرفة وغرف، ويطلق على عالم دهره، المنفرد بعلمه، الجامع للخير، المقتدي لغيره، كما في المصباح وكنز اللغة وغيرهما، وهذا هو المراد هنا، والقنوت:
الدعاء والعبادة، والحنيف: المسلم لأنه مائل إلى الدين المستقيم، والناسك أيضا (فغبر بذلك ما شاء الله) غبر غبورا من باب قعد: مضى، وقد يستعمل فيما بقي أيضا فيكون من الأضداد. وقال الزبيدي: غبر غبورا: مكث وفي لغة بالمهملة للماضي وبالمعجمة للباقي (أما والله إن المؤمن لقليل وإن أهل الكفر لكثير) المراد بالمؤمن المؤمن الكامل وبأهل الكفر من