المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي - ج ٢ - الصفحة ٥٦٦
بيان يتعلق بالحديث الحادي والستين بعد سبعمأة، المذكور في ص 527 قال المجلسي (ره) في المجلد الرابع عشر من البحار في باب معالجات العين والاذن (ص 522، ص 13) بعد نقل الحديث من الكتاب الحاضر والكافي وطب الأئمة ما لفظه: " بيان - مضمون هذا الخبر مروى في روايات العامة من صحاحهم وغيرها بأسانيد فمنها ما رووه عن سعيد بن زياد قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: " الكمأة من المن، وماؤها شفاء العين " وفى بعضها " الكمأة من المن الذي أنزل الله على بني إسرائيل، وماؤها شفاء للعين " وعن أبي هريرة قال: " أخذت ثلاثة أكماء أو خمسا أو سبعا فعصرتهن فجعلت مائهن في قارورة وكحلت به جارية لي فبرئت " وقال الجزري في قوله صلى الله عليه وآله " من المن ": أي هي مما من الله به على عباده وقيل: شبهها بالمن وهو العسل الحلو الذي ينزل من السماء عفوا بلا علاج وكذلك الكمأة لا مؤنة فيها ببذر ولا سقى " وقال: " الكمأة معروفة واحدها كمؤ على غير قياس وهي من النوادر فإن القياس العكس " وفى القاموس: " الكمؤ نبات معروف والجمع أكمؤ وكمأة، أو هي اسم للجمع أو هي للواحد والكمؤ للجمع، أو هي تكون واحدة وجمعا " (انتهى) وقيل: " هو شئ أبيض مثل شحم ينبت من الأرض يقال له شحم الأرض " وقال النووي في شرح حديث أبي هريرة: " شبه الكمأة بالجدري وهو الحب الذي يظهر في جسد الصبي لظهورها من بطن الأرض كما يظهر الجدري من باطن الجلد وأريد ذمها فمدحها صلى الله عليه وآله بأنها من المن ومعناه أنها من الله تعالى وفضله على عباده وقيل: شبهت بالمن الذي أنزل الله تعالى على بني إسرائيل لأنه كان يحصل لهم بلا كلفة ولا علاج ولا زرع ولا بذر ولا سقى ولا غيره، وقيل: هي من المن الذي أنزل الله تعالى على بني إسرائيل حقيقة عملا بظاهر اللفظ. وقوله صلى الله عليه وآله: " وماؤها شفاء للعين " قيل: " هي نفس الماء مجردا ". وقيل: معناه أن يخلط ماؤها بدواء يعالج به العين " وقيل: " إن كان لتبريد ما في العين من حرارة فماؤها مجردا شفاء للعين وإن كان غير ذلك فمركبا مع غيره والصحيح بل الصواب أن ماءها مجردا شفاء للعين مطلقا فيعصر ماؤها ويجعل للعين منه وقد رأيت أنا وغيري في زمننا من كان عمى وذهب بصره حقيقة فكحل عينه بماء الكمأة مجردا فشفى وعاد إليه بصره " (انتهى) وأقول قال الشيخ في القانون: " ماء الكمأة يجلو العين مرويا عن النبي صلى الله عليه وآله واعترافا عن مسيح الطبيب وغيره " (انتهى) وقال ابن حجر: قال الخطابي: " إنما اختصت الكمأة بهذه الفضيلة لأنها من الحلال المحض ليس في اكتسابه شبهة ويستنبط منه أن استعمال الحلال المحض يجلو البصر والعكس بالعكس " قال ابن الجوزي: " في المراد بكونها شفاء للعين قولان، أحدهما ماؤها حقيقة إلا أن أصحاب هذا القول اتفقوا على أنه لا يستعمل صرفا في العين لكن اختلفوا كيف يصنع به على رأيين أحدهما أنه يخلط في الأدوية التي يكتحل بها حكاه أبو عبيد (قال: ويصدق هذا الذي حكاه أبو عبيد أن بعض الأطباء قالوا: أكل الكمأة يجلو البصر وثانيهما أن يؤخذ فيشق ويوضع على الجمر حتى يغلى ماؤها ثم يؤخذ الميل فيجعل في ذلك الشق وهو فائر فيكتحل بمائها لأن النار تلطفه و تذهب فضلاته الردية وتبقى النافع منه ولا يجعل الميل في مائها وهي باردة يابسة فلا ينجع وقد حكى إبراهيم الحربي عن صالح وعبد الله ابني أحمد بن حنبل أنهما اشتكت أعينهما فأخذا كمأة وعصراها واكتحلا بمائها فهاجت أعينهما رمدا " قال ابن الجوزي: " وحكى شيخنا أبو بكر بن عبد الباقي أن بعض الناس عصر ماء كمأة فاكتحل به فذهبت عينه " والقول الثاني أن المراد ماؤها الذي ينبت به فإنه أول مطر يقع في الأرض فتربى به الاكحال قال ابن التميم وهذا أضعف الوجوه قلت: " وفيما ادعاه ابن الجوزي من الانفاق على أنها لا تستعمل صرفا نظر فحكى عياض بعض أهل الطب في التداوي بماء الكمأة تفصيلا وهو: إن كان لتبريد ما يكون بالعين من الحرارة فتستعمل مفردة وإن كان لغير ذلك فتستعمل مركبة وبهذا جزم ابن العربي فقال: " الصحيح أنه يقع بصورته في حال وبإضافته في أخرى وقد جرب ذلك فوجد صحيحا نعم جزم الخطابي بما قال ابن الجوزي فقال: " يربى بها التوتيا وغيرها من الاكحال ولا يستعمل صرفا فإن ذلك يؤذى العين " وقال العافقي في المفردات " ماء الكمأة أصلح الأدوية للعين إذا عجن به الإثمد واكتحل به فإنه يقوى الجفن ويزيد الروح الباصرة حدة وقوة ويدفع عنها النوازل " ثم ذكر ما مر من كلام النووي ثم قال " وينبغي تقييد ذلك بمن عرف من نفسه قوة اعتقاد في صحة الحديث والعمل به " وقال ابن التميم " اعترف فضلاء الأطباء بأن ماء الكمأة يجلو العين منهم المسيحي وابن سينا وغيرهما والذي يزيل الاشكال عن هذا الاختلاف أن الكمأة وغيرها من المخلوقات خلقت في الأصل سليمة من المضار ثم عرضت لها الآفات بأمور أخرى من مجاورة أو امتزاج أو غير ذلك من الأسباب التي أرادها الله تعالى فالكمأة في الأصل نافعة لما اختصت به من وصفها بأنها من الله وإنما عرضت لها المضار بالمجاورة، واستعمال كل ما وردت به السنة بصدق ينتفع به من يستعمله ويدفع الله عنه الضرر لنيته والعكس بالعكس والله أعلم ". أقول: حيث فاتنا ذكر البيان في موضعه استدركنا هنا لكثرة فائدته.
(٥٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 561 562 563 564 565 566 567 569 570 571 572 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب العلل من المحاسن كتاب السفر من المحاسن فيه من الأبواب تسعة وثلاثون بابا 1 - باب فضل السفر. 345
2 2 - باب الأيام التي يستحب فيها السفر والحوائج. 345
3 3 - باب الأوقات. 346
4 4 - باب الأوقات المحبوب فيها السفر. 346
5 5 - باب الأيام التي يكره فيها السفر. 346
6 6 - باب الأوقات التي يكره فيها السفر. 347
7 7 - باب ما يتشأم به المسافر. 348
8 8 - باب افتتاح السفر بالصدقة. 348
9 9 - باب القول عند الخروج في السفر والدعاء له. 349
10 10 - باب القول عند الركوب. 352
11 11 - باب ذكر الله في المسير. 353
12 12 - باب التشييع. 353
13 13 - باب توديع المسافر. 354
14 14 - باب كراهة الوحدة في السفر. 356
15 15 - باب الأصحاب. 357
16 16 - باب حسن الطاعة. 358
17 17 - باب حق الصاحب في السفر. 358
18 18 - باب الحداء. 358
19 19 - باب حفظ النفقة في السفر. 358
20 20 - باب المخارج. 359
21 21 - باب الزاد. 360
22 22 - باب ما يحمل المسافر معه من السلاح واللآلآت. 360
23 23 - باب الدفع عن نفسك. 360
24 24 - باب الرفق بالدابة وتعهدها. 361
25 25 - باب معونة المسافر. 362
26 26 - باب إرشاد الضال عن الطريق. 362
27 27 - باب ارتياد المنازل. 364
28 28 - باب الأمكنة التي لا تنزل فيها. 364
29 29 - باب الأمكنة التي لا تصلى فيها. 364
30 30 - باب التحرز. 367
31 31 - باب موت الغريب. 370
32 32 - باب جمل من التقصير. 370
33 33 - باب الضرورات. 372
34 34 - باب نوادر. 373
35 35 - باب دخول بلدة. 374
36 36 - باب آداب المسافر. 375
37 37 - باب تهنئة القادم. 377
38 38 - باب المشي. 377
39 39 - باب نوادر. 379
40 (كتاب المآكل من المحاسن) فيه من الأبواب مأة وستة وثلاثون بابا. 1 - باب الاطعام. 387
41 2 - باب الاطعام في شهر رمضان. 396
42 3 - باب شهوة الطعام. 396
43 4 - باب اجتماع الأيدي على الطعام. 398
44 5 - باب الانفراد بالطعام. 398
45 6 - باب الاسراف في الطعام. 399
46 7 - باب الألوان. 401
47 8 - باب الثريد. 402
48 9 - باب الهريسة. 403
49 10 - باب المثلمة والأحساء. 404
50 11 - باب اللحم البارد. 405
51 12 - باب الطعام الحار. 406
52 13 - باب الطعام السخن. 406
53 14 - باب الحلواء. 407
54 15 - باب التواضع. 409
55 16 - باب الاحتشاد. 410
56 17 - باب إجابة الدعوة. 410
57 18 - باب (كذا فيما عندي من النسخ). 411
58 19 - باب جودة الاكل في منزل أخيك. 412
59 20 - باب أنس الرجل في منزل أخيه. 414
60 21 - باب أكل الرجل في بيت أخيه بغير إذنه. 415
61 22 - باب العرض على أخيك. 416
62 23 - باب الدعاء إلى طعام. 417
63 24 - باب الاطعام في العرس. 418
64 25 - باب الاطعام في المأتم. 419
65 26 - باب الغداء والعشاء. 420
66 27 - باب حضور الطعام في وقت الصلاة. 423
67 28 - باب حق المائدة. 423
68 29 - باب مناولة الخادم. 423
69 30 - باب الوضوء قبل الطعام. 424
70 31 - باب ما لا يجب فيه الوضوء. 427
71 32 - باب نوادر في الوضوء. 428
72 33 - باب التمندل لوضوء الصلاة والطعام. 428
73 34 - باب التسمية. 429
74 35 - باب القول في الطعام وبعده. 431
75 36 - باب الدعاء لصاحب الطعام. 439
76 37 - باب الاقتصاد في الاكل ومقداره. 439
77 38 - باب التواضع في المأكل والمشرب والاجتزاء. 440
78 39 - باب تقصي ما يؤكل. 441
79 40 - باب كيفية الاكل. 441
80 41 - باب القرآن. 442
81 42 - باب أكل ما يسقط من الفتات. 443
82 43 - باب لعق الأصابع. 443
83 44 - باب النهي عن كثرة الطعام وكثرة الاكل. 445
84 45 - باب التجشأ. 447
85 46 - باب الأدب في الطعام. 448
86 47 - باب (كذا فيما عندي من النسخ) 449
87 48 - باب نوادر في الطعام. 449
88 49 - باب مؤاكلة أهل الذمة وآنيتهم وأكل طعامهم. 452
89 50 - باب الأكل والشرب بالشمال. 455
90 51 - باب الاكل متكئا. 456
91 52 - باب الاكل ماشيا. 458
92 53 - باب الأدب في الطعام. 459
93 54 - باب اللحم. 459
94 55 - باب (كذا فيما عندي من النسخ) 464
95 56 - باب الكباب. 468
96 57 - باب الشواء. 469
97 58 - باب الرؤوس. 469
98 59 - باب (كذا فيما عندي من النسخ). 469
99 60 - باب نهك العظم. 472
100 61 - باب اللحوم المحرمة. 472
101 62 - باب لحوم الظباء واليحامير. 472
102 63 - باب لحوم الخيل والبغال والحمر الأهلية. 473
103 64 - باب لحوم الإبل. 473
104 65 - باب لحوم الحمام. 474
105 66 - باب الحبارى والسمك. 475
106 67 - باب الجراد. 479
107 68 - باب البيض. 481
108 69 - باب الخل والزيت. 482
109 70 - باب الزيتون. 483
110 71 - باب الخل. 485
111 72 - باب السويق. 488
112 73 - باب الألبان. 490
113 74 - باب ألبان اللقاح. 493
114 75 - باب ألبان البقر. 493
115 76 - باب ألبان الاتن. 494
116 77 - باب الجبن. 495
117 78 - باب الجوز. 497
118 79 - باب الجبن والجوز معا. 497
119 80 - باب السمن. 498
120 81 - باب العسل. 498
121 82 - باب السكر. 500
122 83 - باب الحبوب، الأرز. 502
123 84 - باب العدس. 504
124 85 - باب الحمص. 505
125 86 - باب الباقلاء. 506
126 87 - باب البقول. 507
127 88 - باب الهندباء. 507
128 89 - باب الكراث. 510
129 90 - باب الباذروج. 513
130 91 - باب الخس. 514
131 92 - باب الكرفس. 515
132 93 - باب السداب. 515
133 94 - باب الحزاء. 516
134 95 - باب الصعتر. 516
135 96 - باب الفرفخ. 516
136 97 - باب الجرجير. 517
137 98 - باب الكرنب. 519
138 99 - باب السلق. 519
139 100 - باب القرع. 520
140 101 - باب البصل. 522
141 102 - باب البصل والثوم. 523
142 103 - باب الثوم. 523
143 104 - باب الجزر. 524
144 105 - باب الفجل. 524
145 106 - باب الشلغم. 525
146 107 - باب الباذنجان. 525
147 108 - باب الكمأة. 526
148 109 - باب الفواكه. 527
149 110 - باب التمر. 528
150 111 - باب الرمان. 539
151 112 - باب العنب. 546
152 113 - باب الزبيب. 548
153 114 - باب السفرجل. 548
154 115 - باب التفاح. 551
155 116 - باب الكمثرى. 553
156 117 - باب التين. 553
157 118 - باب الموز. 554
158 119 - باب الأترج. 555
159 120 - باب (كذا فيما عندي من النسخ). 556
160 121 - باب البطيخ. 556
161 122 - باب القثاء. 557
162 123 - باب الخلال والسواك. 558
163 124 - باب الخلال. 563
164 125 - باب ما يكره التخلل به. 564
165 126 - باب الأشنان. 564
166 127 - باب أكل الطين. 565
167 (كتاب الماء) (فيه من الأبواب عشرون بابا) 1 - باب فضل الماء. 570
168 2 - باب فضل ماء زمزم. 573
169 3 - باب فضل ماء الميزاب. 574
170 4 - باب ماء السماء. 574
171 5 - باب ماء الفرات. 575
172 6 - باب شرب الماء. 575
173 7 - باب (1). 576
174 8 - باب القول عند شرب الماء. 578
175 9 - باب المياه المنهي عنها. 579
176 10 - باب الشرب قائما. 580
177 11 - باب آنية الذهب والفضة. 581
178 12 - باب (2). 583
179 13 - باب آنية أهل الكتاب. 584
180 14 - باب طعام أهل الذمة. 584
181 15 - باب (3). 584
182 16 - باب موائد الخمر. 584
183 17 - باب فضل الخبز وما يجب. 585
184 18 - باب قطع الخبز. 589
185 19 - باب الملح. 590
186 20 - باب الصعتر. 594
187 (كتاب المنافع) (فيه من الأبواب ستة.) 1 - باب الاستخارة. 598
188 2 - باب القول عند الاستخارة. 599
189 3 - باب الاستشارة. 600
190 4 - باب القرعة. 603
191 5 - باب كتمان الوجع. 603
192 6 - باب قبول النصح. 603
193 (كتاب المرافق) (فيه من الأبواب ستة عشر بابا.) 1 - باب البنيان. 608
194 2 - باب (كذا فيما عندي من نسخ الكتاب) 610
195 3 - باب سعة المنزل. 610
196 4 - باب اتخاذ المسجد في الدار. 612
197 5 - باب تزويق البيوت والتصاوير. 612
198 6 - باب تحجير السطوح. 621
199 7 - باب النزهة. 622
200 8 - باب النوادر. 623
201 9 - باب تنظيف البيوت. 624
202 10 - باب اتخاذ العبيد والإماء. 624
203 11 - باب تأديب المماليك. 625
204 12 - باب ارتباط الدابة والركوب. 625
205 13 - باب آلات الدابات. 629
206 14 - باب فضل الخيل وارتباطها. 630
207 15 - باب الإبل. 635
208 16 - باب الغنم. 640