المشهور الموجود بيننا في هذه الأزمان، وقد اشتمل على أزيد من مائة باب من أبواب الفقه والحكم والآداب والعلل الشرعية والتوحيد وسائر مراتب الأصول والفروع، و كان الصدوق (ره) وضع على حذوها كثيرا من مؤلفاته وتوفى (ره) في حدود سنة أربع وسبعين ومائتين كما عن تأريخ ابن الغضائري أو باسقاط الأربع كما عن غيره (1) وكان (ره) ماهرا في العربية وعلوم الأدب جدا كما ذكره الفقيه الفاضل السيد صدر الدين الموسوي العاملي لنا شفاها، قال: وقد أخذ هذه المراتب منه أبو الحسن أحمد بن فارس اللغوي المشهور وأبو الفضل العباس بن محمد النحوي الملقب بعرام شيخا إسماعيل بن عباد الآتي ذكره وترجمته إن شاء الله تعالى، وكان أبوه محمد بن خالد أيضا من كبراء الرواة والمحدثين وعظماء أهل الفضل والدين ومن ثقات أصحاب الرضا والكاظم (ع) كما نص عليه الشيخ (ره) وقد صنف أيضا في الآداب والتفسير والخطب والعلل والنوادر كثيرا يطلب تفصيلها من كتب الرجال، وله أيضا أولاد وأحفاد صلحاء محدثون، ويروى شيخنا الصدوق (رض) عن علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله المذكور مترضيا عليه، عن أبيه، عن جده أبي عبد الله محمد بن خالد المعظم إليه فليلاحظ ".
قال خاتم المحدثين ثقة الاسلام النوري طيب الله رمسه في الفائدة الخامسة من خاتمة المستدرك (2) في ضمن بيان صحة طرق الصدوق إلى الرواة الذين روى عنهم في الفقيه بالنسبة إلى أحمد بن أبي عبد الله البرقي ما لفظه:
" وأما أحمد فقد وثقه الشيخ والنجاشي وغيرهما ولكن طعنوا فيه أنه كان يروى عن الضعفاء ويعتمد المراسيل ولذلك أبعده أحمد بن محمد بن عيسى عن قم ثم ذكروا أنه أعاده واعتذر إليه وأنه لما مات مشى في جنازته حافيا حاسرا، وقال ابن الغضائري: طعن عليه القميون وليس الطعن فيه إنما الطعن فيمن يروى عنه، وبالجملة فهو من أجلاء رواتنا وقد نقل عن جامعه الكبير المسمى بالمحاسن كل من تأخر عنه من المصنفين و أرباب الجوامع بل منه أخذوا عناوين الكتب خصوصا أبو جعفر الصدوق فإن من كتب - المحاسن كتاب ثواب الأعمال، كتاب عقاب الأعمال، كتاب العلل، كتاب القرائن، وعليه