برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين فإذا مسح بشئ من رأسه أو بشئ من قدميه ما بين الكعبين إلى أطراف الأصابع، فقد أجزأه).
قال: فقلنا: أين الكعبان؟
قال: (ها هنا)، يعني المفصل دون عظم الساق.
فقلنا: هذا ما هو؟
فقال: (هذا من عظم الساق، والكعب أسفل من ذلك) (1).
وإن في جملة (لا يردها إلى المرافق) و (ثم مسح رأسه وقدميه ببلل كفه لم يحدث لهما ماء جديدا) إشارة إلى فعل بعض الناس في رد الماء إلى المرفق وفي المسح بماء جديد، وهو ربما يعدونه من سنة رسول الله، فالراوي أراد أن يؤكد على أن ما شاهده من وضوء الباقر ليس فيه شئ من هذا الذي يقال.
3 - وعن بكير بن أعين، عن أبي جعفر، أنه قال: (ألا أحكي لكم وضوء رسول الله (ص)؟)، فأخذ بكفه اليمنى كفا من ماء فغسل به وجهه، ثم أخذ بيده اليسرى كفا فغسل به يده اليمنى، ثم أخذ بيده اليمنى كفا من ماء فغسل به يده اليسرى، ثم مسح بفضل يديه رأسه ورجليه (2).
4 - وعن ميسر، عن أبي جعفر، قال: (ألا أحكي لكم وضوء رسول الله؟)، ثم أخذ كفا من ماء، فصبها على وجهه، ثم أخذ كفا فصبها على ذراعه، ثم أخذ كفا آخر فصبها على ذراعه الأخرى، ثم مسح رأسه وقدميه، ثم وضع يده على ظهر القدم، ثم قال: (هذا هو الكعب).
قال: وأومأ بيده إلى أسفل العرقوب، ثم قال: (إن هذا هو الظنبوب)، [وفي القاموس: الظنبوب: حرف الساق أو عظمه (3)].
من هذا النص وما مر في رقم (2) نعرف أن الاختلاف في مفهوم الكعب والمناقشات فيه قد بدأت ملامحه في عهد الإمام الباقر.