الثالث: إن عبارة الخليفة (إن ناسا يتحدثون) تؤكد مشروعية فعل هؤلاء الناس باعتباره مرويا عن رسول الله (ص)، ولم يكذب الخليفة روايتهم لصفة وضوء رسول الله، وبذلك يكون وضوؤهم هو وضوء رسول الله، حيث لا يعقل أن يتحدثوا بشئ ولا يفعلونه، وخصوصا أنهم في خلاف مع خليفة المسلمين فيه، أما (الناس) فكانوا لا يقبلون بوضوء الخليفة ولا يعتبرون ذلك هو وضوء رسول الله!!
الرابع: إن جملة (إن ناسا) أو (لا أدري ما هي) ظاهرة في استنقاص الخليفة ل (الناس) وأنهم صحابة مجهولون.. فهل حقا كانوا كذلك؟ أم أن الخليفة قال بمثل هذا لمعارضتهم إياه، وأن طبيعة المعارضة تستوجب الاستنقاص؟!
كانت هذه بعض النقاط.. ولنواصل الحديث بطرح تساؤلات أخرى:
لماذا وقع الاختلاف في هذا العهد مع عدم ملاحظته - بصورة واضحة - في زمن الشيخين؟
ولماذا نرى الصحابة ينسبون إلى عثمان البدعة والإحداث - كما ستقف عليه لاحقا (1) في حين لم ينسبوا ذلك إلى أبي بكر وعمر؟
فلو قلنا بأن الخليفة هو المبدع لهذا الوضوء الجديد، فما هو السبب والداعي لسلوكه هذا السلوك، مع علمه بأن ذلك يسبب معارضة الصحابة له؟
وهل الوضوء من الأمور المالية أو السياسية أو الحكومية.. حتى يمكن التعامل معها وفق مصلحة الحكم والبلاد؟
أم كيف يمكن لهؤلاء (الناس) الاجتراء والتعدي على شعور المسلمين وإحداث وضوء يخالف وضوء الخليفة وما عمله المسلمون مدة من الزمن؟
وإذا كانوا هم البادئين بشق الصف الإسلامي، أيعقل أن تتجاهلهم كتب السير والتاريخ ولم تنوه بأسمائهم؟