واحدا لإبراهيم النخعي، وغياب اسمه بين رجال الموطأ في كتاب (إسعاف المبطأ برجال الموطأ) للسيوطي رغم جلالة قدره وكونه صيرفي الحديث (1) لدليل على دور أيدي السياسة في الحديث والفقه.
وهكذا الحال بالنسبة إلى رؤيته عن أبي هريرة.
قال الذهبي: ونقموا عليه - أي على إبراهيم - لقوله: لم يكن أبو هريرة فقيها (2).
وكان يقول: كان أصحابنا يدعون حديث أبي هريرة.
وقال: ما كانوا يأخذون بكل حديث أبي هريرة إلا ما كان من صفة جنة أو نار أو حث على عمل أو نهي عن شر جاء في القرآن (3).
ولم يختص إبراهيم فيما قاله عن أبي هريرة بل قال ذلك طائفة أخرى من الكوفيين (4).
هذا والمعروف عن إبراهيم النخعي أنه كان تلميذ علقمة بن قيس، والأخير كان من أنصار علي في معركة صفين وقد أصيب أخوه في تلك المعركة، وقد وصف النخعي أستاذه علقمة بقوله: شهد علقمة صفين مع علي وخضب سيفه وعرجت رجله وأصيب أخوه - أبي الصلاة - وكان يسمى أبي الصلاة لكثرة صلاته (5).
واشتهر علقمة بترسمه لخطى عبد الله بن مسعود، فكان يشبهه في هديه ودله وسمته (6) فأثر ذلك في إبراهيم، فكان يترسم خطى علقمة، فكان يشبه ابن مسعود أيضا، ولذلك قالوا: إذا رأيت علقمة فلا يضرك أن لا ترى عبد الله أشبه