سمرة. والله العالم (1).
كان هذا بعض الشئ عن الحسن البصري، وفي مدحه الكثير، وقد مر عليك سابقا كلام أنس بن مالك - خادم الرسول - وكيف كان يوصي الناس للأخذ عن مولانا الحسن!!
قال الزهري: العلماء أربعة: ابن المسيب بالمدينة، والشعبي بالكوفة، والحسن البصري بالبصرة، ومكحول بالشام (2).
فالحسن كان له اتصال وثيق بالحكام، وصدور هذه الأقوال فيه إنما جاء لهذا الغرض، حتى قيل بأن السياسة الأموية كانت مبتنية على دعامتين: لسان الحسن وسيف الحجاج ولولاهما لوئدت الدولة المروانية!
والآن نتساءل عن موقفه في الوضوء، وهل إنه كان يدعو إلى مسح الأرجل أم إلى غسلها، والنصوص المنقولة عنه تحتمل كلا الوجهين؟
جاء في الإحتجاج للطبرسي: عن ابن عباس قال: لما فرغ علي من قتال أهل البصرة، وضع قتبا على قتب ثم صعد عليه فخطب، فحمد الله وأثنى عليه، فقال:
(يا أهل البصرة، يا أهل المؤتفكة، يا أهل الداء العضال، أتباع البهيمة، يا جند المرأة، رغا فأجبتم، وعقر فهربتم، ماؤكم زعاق، ودينكم نفاق، وأخلاقكم دقاق)، ثم نزل يمشي بعد فراغه من خطبته فمشينا معه، فمر بالحسن البصري وهو يتوضأ فقال: يا حسن إسبغ الوضوء.
فقال: يا أمير المؤمنين، لقد قتلت بالأمس أناسا يشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، يصلون الخمس، ويسبغون الوضوء!
فقال أمير المؤمنين: فقد كان ما رأيت، فما منعك أن تعين علينا عدونا؟
فقال: والله لأصدقنك يا أمير المؤمنين، لقد خرجت في أول يوم فاغتسلت وتحنطت وصببت علي، وأنا لا أشك في أن التخلف عن أم المؤمنين عائشة هو