تبا لهم! إنما يطوفون بأعواد ورمة بالية، هلا طافوا بقصر أمير المؤمنين عبد الملك؟ ألا يعلمون أن خليفة المرء خير من رسوله (1)؟!
هل يمكن أن يطمئن أحد لمرويات أمثال هؤلاء، وهذا موقفهم من رسول الله وتصويرهم لمرقده (ص)؟!
أم كيف يمكن استيداعهم السنة النبوية؟!
هذا وإنا لا يمكننا حصر أقوال الحجاج، وذكر جرائمه - بهذه العجالة -.. فقد رمى الكعبة بالمنجنيق - عندما حارب ابن الزبير - (2) وقتل الآلاف، وسجن أكثر منها!
وقد نقل أن سليمان بن عبد الملك لما ولي أطلق في يوم واحد من المسجونين واحدا وثمانين ألفا من الأسراء، ووجد ثلاثين ألفا ممن لا ذنب لهم، وثلاثين ألف امرأة (3).
ووصل الأمر به أن قال عمر بن عبد العزيز عنه: لو جاءت كل أمة بخبيثها، وجئنا بالحجاج.. لغلبناهم (4).
وقال عاصم: ما بقيت لله عز وجل حرمة إلا وقد ارتكبها الحجاج (5).
ونقل ابن عساكر: إن الحجاج ادعى نزول الوحي عليه، وأنه كان لا يعمل إلا بوحي من الله (6)!