آملين منهم أن لا يكونوا من الذين يتعاملون مع الدراسات العلمية كتعاملهم مع كتب الفكاهة والقصص، فيأخذون بعض الشئ من أوله وينتقلون إلى الوسط، وأخيرا تراهم يطرحون الكتاب - وفي بضع لحظات - كأنهم قد أخذوا صورة عميقة عن الكتاب ووقفوا على آراء مؤلفه.
وكذا آمل منهم أن لا يكونوا كبعض رفاق السفر الذين يتركون أخاهم في نصف الطريق، بل الذي أرجوه منهم أن يواصلوا البحث معنا، وأن يتحملوا عناء الدرب وأن لا يتسرعوا، ثم فليقضوا بما يشاؤون.
نرجو من سادتنا العلماء وإخواننا الفضلاء، والذين يرافقوننا في هذه الرحلة، أن يتحفونا بآرائهم ويوقفونا على نقاط ضعف الدراسة، ونحن على أتم الاستعداد لتقبل كل نقد بناء يرد إلينا، شريطة أن تكون لغتهم، لغة المنطق والعلم لا الفحش والسباب، وأن لا يخرجوا من الموضوعية، إذ إن النقد البناء يبعد روح التباغض ويوقف القائل على نقاط ضعفه، وينفي روح الكبرياء عنه، وبذلك تكون الأدلة في متناول الناس، وهم في الخيار بالأخذ بأيها شاؤوا، وقد قيل عن المتعلمين أنهم أبناء الدليل يميلون حيثما يميل.
هذا وقد جعلت دراستي في مقدمة وثلاثة فصول:
أما المقدمة فهو بحث تمهيدي، بمثابة المدخل للدراسة، بحثت فيه (تاريخ اختلاف المسلمين في الوضوء، أسبابه ودواعيه) وأشرت إلى ملابسات الأحكام الشرعية وأهم العوامل المؤثرة في اختلاف المسلمين، وحصر المذاهب بالأربعة!
أما فصول الكتاب فهي ثلاثة:
1) الأول (الوضوء والسنة النبوية) 2) الثاني (الوضوء في الكتاب واللغة) 1) الثالث (الوضوء في الميزان) أما الفصل الأول (الوضوء والسنة النبوية) فقد درسنا فيه الروايات