وربما يستفاد من رواية أبان المتقدمة أن ملاك الكراهة هو حصول الشهرة في ما بين الناس فحينئذ كل لون يكون سببا للشهرة يمكن أن يقال بكراهيته وإن لم يكن معصفرا أو أحمر بل وإن كان أخضر أو أزرق فما في خبر خالد بن أبي العلاء قال: رأست أبا جعفر عليه السلام وعليه رداء أخضر وهو محرم (1):
وكذا رواية أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال:
سمعته وهو يقول كان علي عليه السلام محرما ومعه بعض صبيانه وعليه ثوبان مصبوغان فرم به عمر بن الخطاب فقال: يا أبا الحسن ما هذان الثوبان؟ فقال له علي عليه السلام ما نريد أحدا يعلمنا بالسنة إنما هما ثوبان صبغا بالمشق (2) - يمكن حملهما على ما لا يحصل به الشهرة وكيف كان فالروايتان دالتان على عدم الكراهة في مطلق الصبغ.
وكذا يكره النوم عليها - أي على الثياب المزبورة على ما حكي عن النهاية والمبسوط والتهذيب والجامع والتذكرة