عهدي الظالمين) والمراد من العهد الولاية وهي لا تنال من تلبس بالظلم و الفسق ظلم.
وتقريب الاستدلال إن الولاية لها مراتب كثيرة عديدة منها الولاية الكلية المطلقة على أموال الناس وأنفسهم كما في النبي والأئمة عليهم السلام فإنهم أولى بالمؤمنين من أنفسهم ومنها ولاية شخص على فرد كولاية الأب على الابن وكل مرتبة من مراتبها لا تنال الظالمين وبتقرير آخر وأوفى، أن الولاية المجعولة من الله لشخص قد تكون ولاية كلية مطلقة، وقد تكون جزئية، ويجمعها لفظ الولاية التي هي بمنزلة الجنس المشترك بينهما، وكل فرد من أفراده ومرتبة من مراتبه لا ينال الظالمين ثم إن المراد من الظالم، أما من تلبس بالمبدء ولو انقضى عنه، كما هو المراد في استدلال الإمام عليه السلام، أو من هو متلبس به فعلا، كما هو الظاهر من المشتقات والمتبادر منها، فبناء على ذلك الوالد المتلبس بالفسق الذي هو ظلم، لا يناله عهد الله، الذي هي الولاية الجزئية المجعولة للآباء على أولادهم، ولم أر من استدل بالآية، ويقتضيه أيضا الحكمة الإلهية، والمصالح النوعية، فإن جعل الظالم وليا على غيره ومسلطا على أمره، يوجب التشنج، والاختلال، وخلاف الانتظام و هو قبيح عند العقل (1) ويمكن الجواب عن الآية أولا بأن المراد من العهد هي الولاية العامة، والخلافة التامة، بحيث يكون الإطاعة واجبة على الناس في جميع أمورهم دون الولاية المتعلقة بالأمور الجزئية، كما في المقام وثانيا إن الظاهر منها بقرينة الصدر، هي الولاية على الغير والحكومة والولاية عليه، لا الأعم منه ومن نفس الولي. ولذا ترى أن الفساق والظلمة، لهم الولاية على أنفسهم وأموالهم فكما أن الآية منصرفة عن ولاية الفساق على أنفسهم، كذلك منصرفة عن الولاية على أولادهم