والرد عليه، فالعالم هو الذي ينفذ في تلك القضايا أمره ويتبع رأيه ونظره.
ومنها المروية في تحف العقول، عن مولينا سيد الآباء، ومحيي نفوسنا أما الشهداء الحسين بن علي عن أمير المؤمنين، عليه آلاف الثناء أن مجاري الأمور والأحكام على أيدي العلماء والرواية مفصلة مطولة لا تسمع ذكرها الوجيزة، ولكن أورد منها، ما له ظهور تام، ودخل في المقام، على أن كلامه عليه السلام، تفوح منه الحرية والشجاعة، والشهامة والرشادة يرشد الجاهل ويهيج الباطل العاطل وعلى كل حال أورد الرواية، من الوافي كتاب الأمر بالمعروف بعد اسقاط شطر منها عن سيد الشهداء عن أمير المؤمنين عليهما الصلاة والسلام أنه بعد الحث بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر وإن به رد المظالم ومخالفة الظالم واستقامة الدين قال:
ثم أنتم أيها العصابة عصابة بالعلم مشهورة، وبالخير مذكورة، وبالنصيحة معروفة، وبالله في أنفس الناس مهابة يهابكم الشريف، ويكرمكم الضعيف ويؤثر - كم من لا فضل لكم عليه إلى أن قال وأنتم أعظم مصيبة لما غلبتم عليه من منازل العلماء لو يسعون، ذلك بأن مجاري الأمور والأحكام على أيدي العلماء بالله الأمناء على حلاله وحرامه، فأنتم المسلوبون تلك المنزلة وما سلبتم ذلك إلا بتفرقكم عن الحق، واختلافكم في السنة بعد البينة الواضحة ولو صبرتم على الذي، وتحملتم المؤنة في ذات الله كانت أمور الله عليكم ترد وعنكم تصدر، وإليكم ترجع، و لكنكم كنتم الظلمة من منزلتكم واستسلمتم أمور الله في أيديهم يعملون بالشبهات و يسيرون في الشهوات سلطهم على ذلك فراركم من الموت واعجابكم بالحياة الخطبة وهي كما ترى ظاهرة في أن للعلماء منزلة ودرجة، يقتضى أن يكون مجاري الأمور بيدهم، كما تصدر الأحكام والفتاوى منهم، لكن الظالمين المعاندين، غصبوا حقهم، وتقدموا عليهم، وإن كان ذلك بتفرقهم، وسوء تدبيرهم ومداهنتهم ولو أنهم صبروا على الأذى ولا يخافوا من النفي والبلاء، لم يسلبوا تلك المنزلة،