قبل ذلك كمال نسبى لنشأة من نشأته كالسبع والعشر وحد البلوغ وخمسة عشر، حيث جاء اعتبار كل في الشرع لأمر شرعي، ومنه يستروح معرفة سر الأربعينات في اخلاص أربعين صباحا وميقات موسى عليه السلام وسائر الرياضات، فسيره روحاني، أي لا جسماني ليتناول السير المعنوي والروحاني المشهور بحسب النكاحين، وذلك من كونه مدرجا في التجلي الأول الوارد من حضرة غيب الذات وهو حضرة أحدية الجمع إلى التجلي الثاني والنفس الرحماني إلى القلم إلى اللوح إلى الطبيعة من حيث ظهور حكمها في الأجسام، فيصل إلى عالم المثال ثم إلى الهيولي الكل ثم إلى مرتبة الجسم الكل الذي تعين فيه العرش المحيط، فالانسان إلى هنا مولود عن النكاحين: فعن النكاح الأول من عالم المعاني إلى عالم الأرواح، وعن النكاح الثاني من عالم الأرواح إلى عالم المثال وعالم الأجسام البسيطة من الجن.
122 - 5 ثم بعد العرش يندرج الانسان في الامر الإلهي والتجلي الوجودي الاحدى المنبسط - اندراج الجزء في الكل - فيسير بسيره من العرش إلى الكرسي إلى السماوات كلها، ثم إلى العناصر إلى أن يدخل عالم المولدات، وذلك بالنكاح الثالث.
123 - 5 اما تحقيق جزئيته للامر الإلهي الاحدى: فاما باعتبار الحقيقة، فان الحصص الحقيقة إذا اعتبر عمومها الشمولي للكل يكون اجزائها، والحقيقة الجامعة الإلهية بالنسبة إلى سائر الحقائق كذلك، فهو الاسم المستجمع لسائر الأسماء كلها وكل منها مشمولها، واما باعتبار الوجود، فلان وجود كل شئ لما كان عبارة عن تعين الحق من حيثيتاه، كان كل تعين ووجوده له سبحانه وصار الكل صورة واحدة للحق، فكل منهما بعض الكل، فكل تعين ووجود بعض تعينه ووجوده المتعدد بتعدد النسب - وإن كان احديا في ذاته سبحانه -.
124 - 5 واما تحقيق مكثه وصحبته للامر النازل في كل سماء وعنصر فبحسب رتبة أوليته الوجودية والمرتبة المتعينة له في علم الحق الذي منها أحدية الإرادة، ورجحته على غيره فعينته وأظهرت بالقدرة ارتباطه بحكم ما يناسبه ويستدعيه من الأسماء، وهذا لما مر