الوجه المعلوم في علم الرسوم إلى أن يبرز في عالم الشهادة ويبلغ درجة الكمال.
133 - 5 واما العوائق المقدرة فكالافات المفسدة للنبات قبل التمام وكموانع التناول، فينفصل منه ثم يعود في زمان اخر، وكاتصاله بنبات ردئ بعيد عن الاعتدال لا يتأتى لحيوان تناوله أو يتناول فيفسد ذلك الحيوان، أو يأكله حيوان لا يأكله انسان، أو يفسد ويموت قبل اكله، أو يموت الانسان المتناول له قبل ان يتعين فيه مادة فيتحلل أو يخرج، أو لا يتعين الاجتماع مع الام، أو يموت الام بعد الاجتماع أو لا يقدر لها الولادة، أو يموت الوالد أو غير ذلك من ممكنات العوائق.
134 - 5 ثم يعود ثم وثم وبمقدار ما يكثر ولوجه وخروجه ويتصادم القوى والخواص المودعة في المراتب التي يمر عليها ويتلبس بها للفساد والتكرار يكتسب الكيفيات المعنوية المودعة فيها، فإن كان الغالب منها حكم المحمود انتفع بها، ولكن بعد كلفة ومجاهدة، وإن كان الأغلبية لغير المحمود والمناسب، قل علمه وتذكره لمراتب تنقلاته، وربما خفى عليه بالكلية، وبمقدار ما يقل التكرار والكيفيات المخالفة يسرع إليه التذكر ويسهل عليه الفتح والطريق.
135 - 5 ثم نقول في بيان ما يبتنى عليه كون الانسان إحدى السير: الأصل في ذلك هو السير الإلهي - أعني التجلي النفسي الرحماني الساري باقتضائه الاحدى القابل - لان يتفاوت نسبه الأسمائية بتفاوت قابليات مظاهرها، فيؤثر في تفاوت الظهورات وهو المكنى عنه بقدم الصدق في قوله تعالى: وبشر الذين آمنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم (2 - يونس) وبالعناية الأزلية وبرزة التجلي ونحو ذلك كما سبق في عرف التحقيق، فمتى لم ينصبغ باحكام المراتب الأسمائية ووجوه الامكان انصباغا يوجب خفاء حكم أحدية البرزة المذكورة، كانت الغلبة لها، كما قال تعالى: والله غالب على امره (21 - يوسف) ومتى حجب انصياع احكام المراتب والحضرات ذلك السر الإلهي وحكمه، كان الأثر لا غلبها حكما.