نفسها ولا غيرها - بل متعينة عند الحق ولا مطلقا، إذ التعين الوجودي أيضا تعين عنده وليس فيها، بل المرتبة العلمية فقط بدون الوجودية.
117 - 5 فأول تعين كل شئ يبتدأ منها حال تعلق الإرادة الإلهية وهو الاقتضاء الاحدى لحقيقة الحقائق المعبر عن ذلك الاقتضاء بنسبة التوجه الامرى إلى ذلك الشئ للايجاد الذي هو عبارة عن ظهور التعين العلمي بسبب تعلق القدرة صورة ظاهرة لنفسها، أي انقلاب التعين العلمي إلى التعين العيني الصوري الذي يقتضيه المرتبة، وهو انصباع الامر الإلهي الوجودي بالتعين العلمي الإرادي الموافق لذلك الشئ المراد وبحسبه صبغا نوريا ظهوريا.
وذلك لما مر نقله من التفسير مرارا: ان وجود كل شئ هو تعين الحق سبحانه بحسبه، فوجود الانسان هو تعين الحق سبحانه بحسبه أولا في حضرة أحدية الجمع ثم في الحضرة العمائية ثم في الحضرة القلمية ثم في الرتبة اللوحية، فمتنازلا بكل حضرة مكتسبا وصفها منصبغا بحكمها، مع ما هو عليه في الأصل من صفاته الغيبية في عينه الثابتة والحاصلة من المراتب الوجودية السابقة، هكذا منحدرا من حيث الشرف ومرتقيا من حيث الكمال إلى أن يتعين صورة مادته في الرحم على نحو الاشتمال المذكور آنفا، ثم لا يزال دائم التنقل في الأحوال إلى أن يتكامل نشأته ويتم استوائه.
118 - 5 الثاني عود عروج الانسان بالانسلاخ عن احكام الاصباع الوجودية للتركيب المعنوي الثاني - لا الصوري الأول - وذلك انما يكون للعارفين في سيرهم وسفرهم إلى الله بعد الفتح، وهو معراج أكابر أهل الله - ليس لكل أهل الفتح - ويسمى معراج التحليل، لأنه تحليل احكام التركيب الصوري ليحصل الجمع المعنوي بين الحقائق على أحديتها، وذلك لان الوجود الإنساني إذا سار نحو العالم العلوي الاطلاقي لا يمر من حيث مفارقته الأرض باسطقس ولا حضرة ولا فلك الا ويترك عنده الجزء المناسب الذي اخذه حال مجيئه الأول كما قال تعالى: ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها (58 - النساء) وهذا الترك عبارة عن عراض روحه عن ذلك الجزء والتعشق بتدبيره وضعف حكم المناسبة التي بينه