بموجب احكام بعضها مع بعض، هذا ان عد الحقائق الكونية أسماء، وان لم تعد فاجتماع واقع بين الأسماء وبين الحقائق الكونية، ويظهر نتيجة هذا الاجتماع بحسب المرتبة آلة يقع فيها الاجتماع، وبحسب الامر المقتضى للكلام من الإرادة الخاصة السابقة يعقبه القدرة اللاحقة، فيتولد الكلام من مقارعتهما، فيضاف الكلام إلى المرتبة، فيسمى في الرتبة الأولى معنويا، والكتاب المرتقم من هذا الكلام الأول الالى الغيبي عبارة عن الأرواح، ومفهومات خطاب الحق لها حاصلة على ما بينها من التفاوت الذي أوجبه المراتب والوسائط، وحكم الحال الجمعي وغير ذلك مما مر في مقدمة بحث النكاحات.
1104 - 4 ويلي هذا الكلام الالى المعنوي الكلام الروحاني، وهو تصادم القوى الروحانية من حيث قيامها بالأرواح - لا من حيث هي قوى مجردة - فإنها بذلك الاعتبار معان معقولة، وهذه المصادمة ملاقاة الأرواح في مرتبة جزئية من المراتب المتفرعة عن حضرة الجمع والوجود بحسب مقام الروح المتكلم، وهو الذي له الميل الأول المستتبع بقوة الحقيقة الجامعة للبواقي، وبحسب مقام الأرواح الاخر التي تقع بينها المخاطبة وبين الأرواح الباقية، ويفهم بعضها من البعض بمعاينة كل منها بعض ما في نفس الاخر بموجب ما بينها من المناسبة الرافعة حكم التعدد المستلزم للستر والامتياز.
1105 - 4 وذلك لان المحوج للمخاطبة غلبة حكم المباينة التي بين المتخاطبين، الحاجبة كلا عن شهود ما انطوى عليه الاخر، فاحتيج في توصيل ما في نفس المتكلم إلى المخاطب مما خفى ادراكه عليه من نفس المتكلم إلى استعمال أدوات يقع بسببها التفهيم ويقوى حكم ما به الاشتراك فيرفع الحجاب الذي أوجبه حكم ما به المباينة والامتياز، فبموجب قوة المناسبة أو المباينة تقل الأدوات المستعملة في التوصيل أو تكثر، وقد سبق ان الأدوات الالى الحروف التي بها يتعين النفس الرحماني، وفي الكلام الإنساني اللسان الذي هو مظهر لها.
1106 - 4 فان قلت: فقد علم أن مراتب تعين الكلام بالنسبة إلى الانسان ثلاث: