باطن القلب بواسطة النفس الإنساني والصوت، فيمر على المخارج المشهورة ويتعين باللسان والتقاطع في كل منها، فيصحب ذلك خصوص حكم الإرادة المتعلقة باظهار بعض الحروف مفردة ومركبة لتوصل بعض ما في نفس المتكلم إلى المخاطب مما تعذر على المخاطب معرفته لولا تعريفه بهذا النوع من الكلام أو ما يقوم مقامه من الرقوم والحركات والإشارات، وذلك لان الانسان المتكلم يتنفس مصوتا، وقد هيأ اللسان للفصل والتميز بموجب الاستحضار الذهني التابع للتصور العلمي.
1098 - 4 فحيث انتهى قوة كل رفع وامتداد من امتدادات نفسه، وذلك لا يكون الا عند مخرج من المخارج، ظهر للنفس حين الانتهاء تعين خاص بالقصد والفاصل فيسمى ذلك النفس المتعين حرفا، فذلك التعين مظهر التعين العلمي الذي لا يعلم حد كل معلوم الا بمستقره، ومستقره حيث يحصل له الاستغناء في تعين وجوده المطلوب، فحيث أمكن ذلك من المراتب اكتفى به عن سواه واستقر النفس الرحماني من حيث تعين ظهوره فيه، فظهر وتعين ويسمى حرفا وجوديا، ولتحدد التلفظ - أي ظهور حده بالحرف حال استقراره - سمى حرفا، أي طرفا.
1099 - 4 إذا عرفت حقيقة الكلام المطلق فلنعرف حقائق أنواعه المرتبة حسب مراتبه ولذلك مقدمات:
1100 - 4 الأولى: ما مر في النكاحات ان اجتماع الحقائق في مرتبة يثمر الصورة فيما يليه المراتب.
1101 - 4 الثانية: ان الاجتماع بين الحقائق حسب مناسباتها وعدمه حسب مبايناتها، فكذا اجتماع الأرواح بل الأشباح التابعين للحقائق.
1102 - 4 الثالثة ان تعين الاجتماع بحسب المرتبة والغلبة المعتبرة فيه بحسب أولية الامر الباعث واستتباعه البواقي بقوة الحقيقة الجامعة.
1103 - 4 فنقول: الكلام المعنوي اجتماع واقع بين الأسماء، أي الحقائق مطلقا،